بعد الرمادي... هذه هي خيارات أمريكا لمحاربة "داعش" في العراق

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
بعد الرمادي... هذه هي خيارات أمريكا لمحاربة "داعش" في العراق
Credit: HAIDAR HAMDANI/AFP/Getty Images)

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)  -- أثار تصريح وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، بشأن "إرادة القوات العراقية" لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بعد سيطرته على الرمادي، تساؤلات بشأن خيارات الولايات المتحدة في العراق.

وأبرزت الانتصارات الأخيرة في مدينتي الرمادي العراقية وتدمر السورية مدى مرونة "داعش" بمواجهة الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، وجهود القوات العراقية على الأرض.

ومن بين الخيارات المطروحة امام الولايات المتحدة التي شكك وزير دفاعها في "إرادة القوات العراقية لمقاتلة داعش"، وسعي نائب الرئيس، جو بايدن، تخفيفها بالإشادة بـ"بالتضحيات الكبيرة للجيش العراقي":

 

إرسال المزيد من القوات الأمريكية

انتقد رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، السيناتور جون ماكين، إدارة الرئيس باراك أوباما، محملا إياها مسؤولية تدهور الوضع الأمني بالعراق وافتقاده لاستراتيجية واضحة هناك.

ودعا خلال مقابلة مع شبكة "سي بي اس" لنشر المزيد من القوات الأمريكية بالعراق، وهو خيار يرفضه آخرون بعودة جنود إلى حيث قُتل منهم عدة آلاف قبل أعوام قليلة.

وقال ريتشارد كلارك، مستشار مكافحة الإرهاب السابق بالبيت الأبيض: علينا الحذر بشدة، إذا كان علينا العودة ينبغي فهم الأسباب واحتمالية النجاح ووضع خطة دقيقة وما هي محاذيرها."

 

استخدام مختلف للقوات الأمريكية بأرض العراق

يوجد قرابة 3 آلاف جندي أمريكي لتقديم الاستشارات، دعا خبراء لنشر بعضهم قرب الخطوط الأمامية لتحديد الأهداف لطائرات التحالف، وقال كلارك للشبكة: المشكلة لا يوجد لدينا أي شخص بالخطوط الأمامية لتوجيه الضربات الجوية وفي أحيانا كثيرة تعود المقاتلات دون تنفيذ غارات."

 

تدريب القوات العراقية

تصاعدت دعوات خبراء لتكثيف تدريب القوات العراقية، التي أنفقت أمريكا مليارات الدولارات في تدريبها وتجهيزها، وتتعثر في مقاتلة "داعش"، ودعا كينيث بولاك، مركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينز، ودعا كينيث بولاك، مركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينز، دول أوروبية أخرى للمشاركة في توسيع البرنامج التدريبي.

وشدد بولاك بأنه أقصى ما يمكن للولايات المتحدة القيام به موضحا: "بإمكاننا تدريبهم، وتزويدهم بالعتاد لكن ليس الإرادة للقتال."

 

دعم العشائر السنية

تقف العشائر السنية في الخطوط الأمامية لقتال داعش منذ أكثر من عام،  فضلت بعضها الحياد، في حين تحالف آخرون للقتال ضد المليشيات المتشددة تذمروا مرارا من عدم تلقيهم الدعم مع تباطؤ الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة، في تسليحهم.

وبرر عدنان الأسدي، النائب عن كتلة دولة القانون رفض مقترح تسليح العشائر السنية بأنه لا يدخل في نطاق "الطائفية"  بل لتفادي استخدام هذه الأسلحة ضد الحكومة العراقية، مضيفا خلال مقابلة مع الشبكة: كل محاولات إرسال أسلحة وذخائر ينبغي أن تكون عبر الحكومة المركزية، ولهذا السبب نرفض المقترح الأمريكي بتسليح عشائر في الأنبار لضمان عدم وقوع الأسلحة بالأيدي الخطأ تحديدا داعش."

ويرى مختصون بضرورة تشكيل حرس سني لضمان دعمهم لأي تحالف مناهض لدعش."

السماح للمليشيات الشيعية بدور أكبر

دعمت المليشيات الشيعية الحكومة العراقية لاسترداد مدينة "تكريت" من سيطرة "داعش" في مارس/آذار، إلا أن خبراء يتخوفون من انعكاسات لعبها دورا محوريا في استعادة الرمادي بخلق دوامة عنف طائفي.

 

التخلي عن العراق

يبدو الخيار الأقل احتمالا، برغم تقديرات محللين أن أمريكا هي أقل الخاسرين في حال قرار نفض اليد عن العراق، وقال إيان بريمر، من مجموعة إيرايشيا: "تبقي حقيقة أن داعش لا يمثل خطرا أكبر على أمريكا بقدر المنطقة وأوروبا."

ويرى آخرون بأنه ما من خيار أمام أمريكا سوى المضي في مساعدة العراق، وشرح بولاك قائلا "إما عليها القيام بما يكفي حتى يعم الاستقرار والسلام العراق، أو تنحدر البلاد أكثر نحو الفوضى وحرب أهلية."