وزير الأوقاف الأردني لـCNN بالعربية: رفضنا 3 طلبات إيرانية لفتح باب السياحة الدينية.. ولن نسمح بـ"حوزة" في المزار

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
وزير الأوقاف الأردني لـCNN بالعربية: رفضنا 3 طلبات إيرانية لفتح باب السياحة الدينية.. ولن نسمح بـ"حوزة" في المزار
Credit: CNN

عمان، الأردن (CNN) -- كشف وزير الأوقاف والمقدسات والشؤون الاسلامية الأردني، هايل داود، عن رفض الأردن لطلبات من عدة جهات إيرانية قدمت عبر مسؤولين مؤخرا بفتح باب السياحة الدينية للإيرانيين بشكل منظم في البلاد، فيما أكد أن الرفض هو رفض مرحلي بسبب الظروف السياسية في المنطقة وبعض المواقف "الإيرانية والشيعية " التي "أسهمت في انتشار الفكر المتطرف" بحسبه.

وتحدث داود في لقاء مع CNN بالعربية، عن الرغبة المتكررة لإيران بإرسال أفواج سياحية بشكل منتظم لزيارة المواقع السياحية الدينية في المملكة، وبالأخص منطقة المزار الجنوبي في محافظة الكرك (140 كيلومتر عن عمّان) التي تضم ضريح الصحابي جعفر بن أبي طالب أحد قادة معركة مؤتة وشقيق الإمام علي، مشيرا الى مخاوف متعلقة برفض الأردنيين لتلك الزيارات بسبب "المواقف السياسية الإيرانية."

وقال داود للموقع إن "ثلاثة طلبات" على الأقل تقدم بها مسؤولون رسميا خلال عام أو أكثر، لتدشين هذه السياحة، إلا أنها قوبلت بالرفض.

وكشف عدد من الدبلوماسيين الأردنيين مؤخرا عن مساع متكررة لإيران لطلب فتح السياحة الدينية في المزار الجنوبي، فيما أثارت تصريحات سفير طهران في عمّان في أكتوبر/تشرين الأول من 2014 مجتبى فردوسي خلال لقاء حضره مع لجنة السياحة النيابية، الجدل، عندما قال إن السياحة الدينية التي تملكها المملكة "هي بترول الأردن".

لكن الوزير الأردني، أكد أن رفض بلاده لتلك الطلبات هو رفض مرحلي، ربما سيعاد النظر فيه مستقبلا، مشددا على أن فتح المزار والأماكن السياحية الدينية أمام الإيرانيين والشيعة، لن يصل بأي حال من الأحوال إلى "السماح بممارسة طقوس وشعائر شيعية على غرار الحوزة."

وقال :"المرحلة الحالية والسنوات الأخيرة وماتشهده المنطقة من توتر وتجاذبات طائفية ومذهبية والحقيقة بعض المواقف الإيرانية التي مالت نحو الموقف المذهبي أوجدت توترا نحو الايرانيين ونحو فتح باب المجال للسياحة الدينية الايرانية، لذلك كان ردنا بأن المرحلة الحالية غير مناسبة لتنشيط هذه السياحة وفتح هذه الأجواء."

وتابع بالقول: "التوتر الموجود وانتشار الفكر المتطرف أحيانا، والذي أسهمت فيه بعض المواقف الإيرانية والشيعية التي وترت المواطن الأردني ضد هذا النوع من الزيارات حاليا ومرحليا ومؤقتا هذا الأمر غير مفتوح. مستقبلا نحن مع الانفتاح."

ولا تمنع السلطات المحلية قيام أفراد من الطائفة الشيعية بزيارة المزار الجنوبي، إلا أن احتجاجات عديدة سجلت في المنطقة رفضا لتلك الزيارات على ضوء تسريبات إعلامية، كانت تتحدث عن مساعي بعض الزوار من طائفة البهرة (من الهند) لبناء حسينيات في الموقع.

أما تصريحات السفير الأردني الأسبق لدى إيران بسام العموش الاسبوع الماضي، حول رغبة إيرانية سابقة بتحويل المزار الجنوبي في الكرك إلى "حوزة" على غرار حي السيدة زينب في دمشق، وإنشاء مطار خاص لنقل الزوار إلى هناك، فقد نفى داود أن تكون تلك الرغبة قد ترجمت بطلب رسمي منذ تسلمه وزارة الأوقاف.

وفي هذا الصدد قال داود: "لم يتم تقديم أي طلب لتكون هذه المقامات وبالذات المزار ذات ترتيبات خاصة أو حوزة، الطلب فقط كان حول فتح باب السياحة الدينية الإيرانية للأماكن السياحية الدينية الأردنية بما فيها المزار الجنوبي دون أي ترتيب خاص لطقوس أو شعائر، وهذا مرفوض نهائيا بالأصل."

وعن السماح ببناء أي حسينيات في البلاد، أضاف:" بناء الحسينيات مرفوض لأنه ليس لدينا شيعة هناك أفراد متفرقين، لكن ليس لدينا طائفة وفكرة الحسينيات مرفوضة تماما. كما أن أي ترتيبات خاصة للشيعة مرفوضة، وقلت إن مبدأ زيارة هذه المزارات من إيرانيين أو عراقيين حاليا بشكل منظم غير مقبولة حاليا."

ونفى الوزير أن يكون الأردن قد تعرض لأية ضغوطات في هذا الشأن من الجانب الإيراني، وأكد داود في سياق متصل، أن الأردن "لا ينبذ" المذهب الشيعي، وأن رسال عمّان عام 2004 أقرت بالمذاهب الثمانية الإسلامية، بما فيها الشيعية الجعفرية والشيعية اليزيدية، وقال: "الشيعة العرب يجب استيعابهم."

ويضم المزار الجنوبي أضرحة كل من الصحابة زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة إضافة إلى ضريح جعفر بن أبي طالب، وتنتشر عشرات الأضرحة والمقامات للصحابة في عدة محافظات أردنية عدا عن المواقع السياحية الدينية المسيحية كالمغطس في غور الأردن.