أكد وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد في حديث مع CNN يوم الثلاثاء أن تصريحاته الأخيرة حول تشككه في قيام دولة ديمقراطية في العراق، لا تتعارض مع مواقفه السابقة بشأن الحرب في هذا البلد، مشيرًا إلى أن وصف الصحيفة البريطانية "تايمز" لآرائه بالمحرجة للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، يعدَ أمرًا "مثيرًا للسخرية".
"عندما ذهبنا إلى العراق، كانت وجهة نظري ألَا يبقى صدام حسين هناك، وأن يتم استبداله بحكومة لا تمتلك أسلحة دمار شامل، ولا تفكر في غزو جيرانها، كما تعمل على احترام التعدد الإثني داخل العراق بين السنة والشيعة والأكراد. هذا الرأي كنا جميعًا نتقاسمه" يقول رامسفيلد في مقابلة هاتفية مع CNN.
في تلك القصة التي نشرتها صحيفة "تايمز" تحت عنوان "بوش كان خاطئًا فيما يخصَ العراق، يقول رامسفليد"، تحدث هذا الأخير: "فكرة إنشاء ديمقراطية في العراق كانت تظهر لي غير واقعية، كنت أشعر بالقلق إزاء ذلك منذ سمعت هذه الكلمات أول مرة، فلست أنا من يعتقد أن قالبنا الخاص بالديمقراطية يمكن أن يكون متوافقًا مع دول أخرى في أيَ وقت من تاريخها".
وزاد رامسفيلد في تلك القصة بأن بوش كان داعمًا وطموحًا لإحلال الديمقراطية في العراق، غير أنه تحدث لـCNN بأن إيحاء الصحيفة البريطانية لكلامه بأنه يناهض بوش يُعدّ "أمرًا مثيرًا للسخرية".
بيدَ أن بعض وسائل الإعلام عادت لتصريحات رامسفيلد السابقة حول الديمقراطية في العراق، وأشارت إلى أنه غيّر بالفعل لهجته، ففي خطاب له أمام مجلس العلاقلات الخارجية عام 2003، قال رامسفيلد:" الأمر واضح، لدينا مصلحة كبيرة في نجاح العراقيين... بمقدور العراق أن يكون مثالاً يُظهر كيف أن دولة مسلمة معتدلة تستطيع النجاح في معركتها ضد التطرّف المنتشر في العالم الإسلامي اليوم".
ودافع رامسفيلد عن تصريحاته السابقة حول الآثار الإيجابيية لتشكّل دولة ديمقراطية في العراق على المنطقة برمتها، غير أن ذلك لا يناقض تشككه بأن ما تمّ الوصول إليه بعد مرحلة صدام حسين لا يزال متواضعًا للغاية، وفق حديثه لـCNN.
وكان رامسفيلد الذي شغل منصب وزير الدفاع في عهد بوش ما بين 2001 و2006، قد تحدث كذلك لصحيفة التايمز بأن تنحية الزعيم الليبي السابق معمر القذافي كان خطأً، بما أنه ذلك أنتج حالة من اللّا استقرار في البلاد. وتأتي تصريحات رامسفيلد في فترة عاد فيها النقاش حول الحرب في العراق والوضع في الشرق الأوسط إلى الواجهة، بالنظر إلى المعارك المستمرة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".