بيروت، لبنان (CNN) -- شهد سجن رومية ما وصف بـ"حركة احتجاج" حصلت في مبنى المحكومين الثلاثاء، وسط محاولات لتسوية الموضوع حيث أرسل وزير الداخلية مستشاره لشؤون السجون للاستماع إلى مطالب المساجين، في تطور يأتي وسط جدل عارم في البلاد حول تسجيلات تتعلق بعمليات تعذيب تعرض لها سجناء من تنظيمات إسلامية سنية.
وقد أشارت وكالة الأنباء اللبنانية إلى أن المساجين "قاموا بأعمال تمرد وشغب"، ولكنها حرصت على الإشارة إلى أن بينهم "تجار مخدرات من آل شمص" بإشارة إلى عائلة شيعية معروفة في لبنان، في إشارة ضمنية ربما إلى عدم ارتباط التحرك بالناشطين الإسلاميين، مع الإشارة إلى انتشار أمني تحضيرا للتدخل بحال تطور الأمور.
وعلى المستوى القضائي، جرى ختم التحقيق في قضية الفيلم الخاص بالتعذيب في سجن رومية، وقرر قاضي التحقيق إيقال خمسة من عناصر الأمن على ذمة التحقيق، وأحال المحضر بحسب الصلاحية إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية.
وكانت قضية تسجيلات الفيديو المسربة من سجن "رومية" وتظهر فيها مشاهد تعرض عدد من السجناء للضرب والتعذيب على يد عناصر أمنية، قد تفاعلت بقوة خلال اليومين الماضيين، وسرعان ما ارتدت القضية طابعا طائفيا مع اتضاح انتماء العديد من السجناء للتيارات الإسلامية السنية، ما دفع رجال دين مثل الداعية السعودي محمد العريفي إلى استنكارها.
فمن السعودية، قال الداعية المعروف، محمد العريفي، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر: "هل الصور والأخبار المنشورة عن تعذيب مشايخ وطلبة علم، في سجون لبنان صحيحة؟ صور بشعة لا تتحمل عين المؤمن مشاهدتها. من يؤكد لنا الأخبار؟" قبل أن يضيف في تغريدة جديدة: "استهداف أهل السنة ووحشية التعامل معهم ببلدان كثيرة صار حدثاً يومياً. تحرّك الولاة والعلماء والهيئات الإسلامية واجب.. ربّ فرج عنهم".
في حين قال وزير العدل اللبناني، أشرف ريفي، خلال لقاء مع وفد من "هيئة علماء المسلمين" إن ما جرى "ليس من أخلاق اللبنانيين.. بل بقايا عقل أصبح من الماضي، عقل (الرئيس السوري) بشار الأسد" وفقا لما نقلت عنه الوكالة. ملوحا بإنزال العقوبة بالفاعلين "مهما كلف الأمر."
وفتحت في ساعات ليل الأحد طرقات سعدنايل تعلبايا وبرالياس بعدما قام سكان المنطقة بإغلاقها احتجاجا على فيديوهات تعذيب السجناء، في حين يعقد نقيب المحامين في بيروت جورج جريج، مؤتمرا صحافيا الاثنين يحدد فيه الموقف "من عمليات التعذيب وانتهاك حقوق السجين وحقوق الانسان في سجن رومية".