دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كررت الولايات المتحدة الإشارة إلى وجهة نظرها بأن فرض منطقة عازلة من قبل تركيا داخل الأراضي السورية أمر "غير ضروري"، في حين أكدت أنقرة رفضها لما وصفتها بـ"التغييرات الديمغرافية" عند حدودها، بإشارة محتملة إلى تمدد المقاتلين الأكراد في سوريا، نافية في الوقت عينه وجود أي علاقة لها مع تنظيم داعش.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيري، ردا على سؤال حول تحريك القوات التركية لعشرات الدبابات والآليات المصفحة نحو الحدود مع سوريا والنقاش الداخلي بالبلاد حول إقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية: "اهتمام تركيا بمنطقة عازلة أمر واضح منذ أشهر عديدة، ولسنا على علم بوجود خطط عسكرية محددة حول ذلك."
وتابع كيربي بالقول: "لن أتحدث نيابة عن وزارة الدفاع الأمريكية، ولكن الوزارة سبق أن أوضحت أن الجانبين الأمريكي والدولي لا يريان ضرورة لمثل هذه المنطقة من وجهة نظرهما، وأن تنفيذ مثل هذه الخطة سيكون دونه صعوبات."
أما في أنقرة، فقد أوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن أن هناك محاولات لوضع اسم تركيا وتنظيم داعش في نفس الإطار، وذلك بخصوص الهجمات التي وقعت في مدينتي تل أبيض وعين العرب (كوباني) شمالي سوريا خلال الأسبوع أو الأسبوعين الأخيرين، مشددا على "عدم وجود أي علاقة بين تركيا وداعش أو أي تنظيم إرهابي آخر."
واعتبر قالن خلال مؤتمر صحفي عقده بالقصر الرئاسي في العاصمة أنقرة اليوم الثلاثاء أن التعليق على التدابير التي اتخذتها تركيا من أجل حماية حدودها بعناوين مثل " تركيا تدخل الحرب"، أو "تركيا تلقي بنفسها في النار"، غير صائب، لافتاً إلى أن المهمة الأساسية لأي بلد هي حماية حدوده واتخاذ الإجراءات اللازمة المتعلقة بذلك، وفقا لوكالة الأناضول التركية شبه الرسمية.
وذكر قالن أن تركيا لن تقوم بأي عملية داخل الأراضي السورية بمفردها، وإنما بتنسيق مسبق مع المجتمع الدولي والتحالف، مؤكداً أن التدابير التي ستتخذها القوات التركية على الحدود تأتي لتأمين سلامة المواطنين الأتراك وأمن الحدود، مضيفا أن بلاده " أكدت سابقاً ضرورة إنشاء منطقة حظر طيران تشكل أرضية مناسبة من أجل أمن حدود تركيا، واستضافة اللاجئين هناك، إضافة إلى أنشطة تدريب وتجهيز الجيش السوري الحر والمعارضة المعتدلة."
وكان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قد قال أمام البرلمان الثلاثاء إن بلاده لا يمكن لها أن "تتجاهل التطورات الأخيرة على حدودها" مؤكدا معارضة أنقرة لما قال إنها "تغييرات على التركيبة الديمغرافية في شمال سوريا" كما لوح باتخاذ "التدابير المناسبة حيالها" دون تقديم المزيد من التفاصيل.