الجزائر (CNN)- ارتفعت حصيلة المواجهات المذهبية الدامية في ولاية غرداية" جنوب الجزائر، بين العرب "المالكيين"، والأمازيغ "الأباضيين"، إلى 25 قتيلاً على الأقل، حسبما أكدت مصادر مطلعة لـCNN بالعربية، في أعقاب تجدد المواجهات بمنطقة "القرارة" صباح الأربعاء.
وبحسب المصادر فإن أغلب الضحايا من الشباب، ومن بينهم طفل لا يتعدى عمره 15عاماً، بالإضافة إلى تعرض أفراد من الأمن إلى إصابات خطيرة، بسبب استعمال بعض المدنيين لأسلحة نارية والزجاجات الحارقة والحجارة، ما أسفر عن إحراق عشرات المحلات التجارية والمركبات.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الأربعاء، أن 14 شخصاً لقوا حتفهم متأثرين بجروحهم إثر تعرضهم لمقذوفات بمدينة "القرارة"، فيما لفظت الضحية الـ15 أنفاسها بمدينة "غرداية"، متأثرة بجروحها، بعد أن تلقت رمية مميتة بحجارة على مستوى الرأس.
وارتفعت حصيلة الضحايا الذين لفظوا أنفاسهم متأثرين بإصاباتهم خلال الساعات الـ48 الأخيرة، إلى ما مجموعه 18 شخصاً، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، بينهم سبعة مصابين بجروح خطيرة، نتيجة الاشتباكات المذهبية في مناطق القرارة وبريان وغرداية.
وتوجه وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري، عبدالرحمن بدوي إلى مدينة غرداية للوقوف على الأحداث هناك، والالتقاء بأعيان المدينة لحل ما تعيشه منطقة "القرارة" وأماكن أخرى منذ عامين من الصدامات الطائفية.
وتشهد المنطقة انتشاراً لقوات من الصاعقة، التابعة لجهاز الدرك الوطني، الذي يتبع وزارة الدفاع، وصلت إلى مدينة القرارة، باعتبارها مسرح أعنف المواجهات.
وكان ثلاثة أشخاص قد قتلوا، وأصيب حوالي 20 آخرين، في المصادمات التي وقعت ليلة الاثنين /الثلاثاء، ليصل عدد الضحايا إلى 25 قتيلاً، فضلاً عن عشرات الجرحى، خلال اليومين الأخيرين.
ووصف متابعون لشأن المنطقة أن ما تعيشه من أحداث ومواجهات ليلتي الثلاثاء إلى الأربعاء، تصنف بالأعنف منذ اندلاع المصادمات المذهبية بغرداية نهاية 2013، لافتة إلى أن التطور الخطير فيها هو استخدام الأسلحة النارية.
من ناحية أخرى، دعا مجلس الشيخ "با عبدالرحمان الكرثي"، رئيس "الهيئة العليا لأعيان عشائر وادي ميزاب"، كل التجار الميزابيين على المستوى الوطني، للقيام بإضراب وتعليق لافتات كبيرة على أبواب المحال التجارية، تتضمن عبارة "نحن في إضراب بسبب مجازر الإبادة الرهيبة التي تمارس الآن ضد بني ميزاب."
كما دعا بني ميزاب إلى اتصال كل من له نفوذ من أدنى المستويات إلى أعلاها، لإغاثة أهل "القرارة" لصد هجمات "الإرهابيين"، فيما قامت مجموعة من سكان العاصمة بوقفة احتجاجية سلمية أمام مقر دار الصحافة، تعبيراً عن غضبهم لما يجري في غرداية.