أين وصلت مفاوضات إيران النووية؟ ما الذي يعيق الاتفاق؟ ما هي المقترحات؟ من يؤيدها؟ ومن يعارضها؟

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
أين وصلت مفاوضات إيران النووية؟ ما الذي يعيق الاتفاق؟ ما هي المقترحات؟ من يؤيدها؟ ومن يعارضها؟
الوفد الإيراني المفاوض في فيينا يطلون من شرفة الفندق الذي تعقد فيه المفاوضات في فيينا، 11 يوليو/ حزيران 2015Credit: JOE KLAMAR/AFP/Getty Images

 (CNN)-- علمت CNN من مصادر متعددة مشاركة في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني المنعقدة في فيينا، بأن النقاط الرئيسية العالقة أمام إبرام صفقة مع إيران صياغة قرار مجلس الأمن الدولي.

وتدفع إيران باتجاه أن أي قرار من مجلس الأمن والذي يشكل جزءا من الصفقة يجب أن ينص على رفع الحظر عن السلاح، وهو الأمر الذي تقاومه الولايات المتحدة.

ويبدو أن التوصل إلى اتفاق في العاصمة النمساوية فيينا بات وشيكا، بحسب ما أوضحت مصادر نمساوية، ولكن ما هي الصفقة؟ ومن الذين يريدها؟ ومن الذي لا يريد؟ ولماذا؟، هذه نظرة سريعة للإجابة على هذه التساؤلات.

ما الذي يجري؟

دبلوماسيون من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا، وألمانيا، يسابقون الزمن من أجل انجاز الاتفاق الذي يستهدف منع إيران من تطوير سلاح نووي، مقابل تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، فيما يسمح لها بالاستمرار في البرنامج السلمي.

معظم القضايا الكبرى تم حلها، ولكن نقاطا مهمة لم تحل بعد، فالدبلوماسيون الغربيون والإيرانيون يقولون إنها لن تحل بدون مناقشة نقاط محددة في القضية، ومن الناحية التقنية فإن موعد التوصل إلى الاتفاق هو اليوم، الإثنين، ولكن الموعد كان قد جرى تمديده في السابق، وآخر تمديد كان يوم الجمعة.

ما هي المخاطرة؟

فقط هي أمن العالم، إذا أخذت ذلك من وجهة نظر الممثل الأعلى للدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا ميغريني.

عمل الاتفاق تقوده المخاوف من أثر امتلاك إيران لسلاح نووي في منطقة الشرق الأوسط المتوترة في الأساس والمنخرطة في قتال وصراع على أكثر من جبهة، وتتهم إيران منذ وقت طويل برعاية الإرهاب، وفكرة حيازة إيران لسلاح نووي يثير الرعب لدى الكثير من دول الغرب، كما أن العقوبات الغربية والدولية تشكل معضلة بالنسبة للاقتصاد الإيراني.

ما هو المشروع المقترح؟

قادة الغرب يسيرون باتجاه صفقة تضبط قدرة إيران على استخدام التقنية النووية لإنتاج وقود لسلاح نووي بحلول نهاية العقد الحالي، ويدعون إلى رقابة منتظمة على المنشآت والاحتياطات النووية التي تدعم هذا البرنامج، وكجزء من ذلك، إيران تريد الإسراع في رفع العقوبات الاقتصادية، بمجرد توقيع الاتفاق، وأن تحافظ الصفقة على قدرتها على تطوير برنامجها النووي السلمي.

ولن يكون اتفاقا لا رجعة فيه بشأن منع إيران من الحصول على سلاح نووي، ولكن المناصرين له يقولون بأنه يجعل فعل هذا الأمر أكثر صعوبة، ويضع العقبات في الطريق ما يعطي القوى الكبرى الوقت من أجل التوصل إلى الرد المناسب إذا ما أخلت إيران بالاتفاق وبدأت بالتوجه إلى صناعة القنبلة النووية.

كيف وصلنا إلى هنا؟

المفاوضات بدأت عام 2013 مع انتخاب الرئيس الإصلاحي حسن روحاني، حيث بدا أنه يريد بدء علاقات أكثر دفئا مع الغرب، وقال بأنه سيعمل على إنهاء العقوبات المفروضة على بلاده، وفي نوفمبر 2013 قادت المفاوضات إلى اتفاق مرحلي أطلق عليه اسم خطة العمل المشتركة، والتي رفعت بموجبها بعض العقوبات مقابل ضبط بعض جوانب البرنامج النووي، على أن تستكمل للتوصل إلى اتفاق نهائي.

المفتشون الدوليون قالوا بأن إيران انصاعت للشروط التي نص عليها الاتفاق المرحلي، ولكن الآن يجري فقط العمل على توسيع الاتفاق لكي يكون دائما ونهائيا.

من يؤيد الاتفاق؟

المفاوضون الإيرانيون يريدون وبشدة التخلص من وطأة العقوبات الاقتصادية التي أثرت سلبيا وبشكل كبير على اقتصاد بلادهم، حيث أن العقوبات الدولية أوقفت نحو نصف صادرات إيران النفطية، وتسببت في تراجع اقتصاد البلاد بنسة 5% في 2013، وفقا لإحصاءات المعهد الأمريكي للسلام.

القادة الغربيون المنخرطون في المفاوضات يفضلون أيضا التوصل إلى صفقة كطريقة أفضل لإغلاق الطريق أمام طموحات إيران بامتلاك سلاح نووي.

من الذي يعارض؟

المشرعون الأمريكيون من الحزب الجمهوري انتقدوا بصوت عال الاتفاق، وقالوا بأنه يفتقد إلى الغرض الأساسي للولايات المتحدة وحلفائها. فالمملكة العربية السعودية قلقة من صعود قوة إيران كمنافس إقليمي، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو انقد بحدة المحادثات قائلا بأنها "ستمهد طريق إيران لامتلاك السلاح النووي." كما أن التيار المتشدد في إيران يبدو معارضا لأي صفقة تفرض قيودا على ما يعتبرونه حق إيران في البرنامج النووي.

ما هي الخطوة التالية؟

إذا ما تم التوصل إلى اتفاق، فإن على الرئيس الأمريكي باراك أوباما عرضه على الكونغرس للمراجعة، وكذلك على البرلمان الإيراني والمرجع الأعلى في إيران علي خامنئي الذي من المرجح أن يقوم بدعمه، كما أن طريقة رفع العقوبات ما يزال العمل جاريا عليها حتى الآن.