دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- أوصى خطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم الناس باعتماد أسلوب التغابي أو التغافل عن الزلات والأخطاء باعتباره "أدب جميل" ومن أخلاق النبي، مؤكدا أنه "من أخذ بكل زلة على كل أحد فلن يبقى له في الدنيا زوجة ولا أخ ولا صديق ولا جار ."
وأضاف في حطبته "لا يشك عاقل أن التغافل أدب جميل يحمل صاحبه على تعمد الغفلة والتغابي مع علمه بما هو متغافل عنه جلبا لمصلحة أو درأ لمفسدة" مشيرا إلى انه خلق نبوي كريم قال الله عن نبيه حين أخطأت بعض أزواجه " وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهر الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض" كما جاء في الحديث عن النبي قوله "لا يبلغني أحد عن أصحابي شيئا فأني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر."
وأوضح الشيخ سعود الشريم " إن المرء العاقل هو الذي يستحضر على الدوام عدم كمال الحياة التي يعيش فيها الناس وعدم كمال الناس أنفسهم وأن النقص يعتريها ويعتريهم وأن من سره شيء ربما ساءته أشياء وأن لكل زلة وهنات فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها؟ ومن ذا الذي ما ساء قط؟"
وقال بأن "خصلة التغافل أو التغابي عن المكدرات في العلاقات العامة والخاصة بين الشعوب والساسة والأسرة وأفراد المجتمع الواحد" وأوضح أن التغافل من باب القوة لا الضعف والحلم لا العجز والصبر لا الخور لأن اتساع الأذن لكل مسموع واتساع العين لكل مرئي كفيلان في تكدير الصفو وتفريق المجتمع ونصب خيام سوء الظن في القلب وسط عواصف الشكوك والشحناء والبغضاء فلا مناص حينئذ من التغافل والتغابي أحيانا لتسير القافلة بأمان.
وبين الشيخ الشريم أن المرء المحمود هو "ذلكم المتغافل الذكي لا المتذاكي الغافل فأن الأولى كياسة وفطنة والأخرى بلادة وحمق وقديما قيل ليس الغبي سيدا في قومه لكن سيد قومه المتغابي. وقال "إن التغابي أو التغافل المحمود هو ما حمل في طياته معنى السماحة واللين وغض الطرف فأنه كل ما افتقر التغابي إلى هذا المعنى فأنه سيصبح جزءاً من المشاكل لا جزءاً من الحلول."