وزير خارجية الأردن يدعو إلى حوار مع إيران.. وعمرو موسى: طهران ليست عدوا كإسرائيل

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
وزير خارجية الأردن يدعو إلى حوار مع إيران..  وعمرو موسى: طهران ليست عدوا كإسرائيل
Credit: FABRICE COFFRINI/AFP/Getty Images

البحر الميت، الأردن (CNN)-- دعا نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، إلى حوار مفتوح مع إيران في إعقاب إبرام الاتفاق النووي مع الدول 5+1، فيما رأى الأخير أنه يجب أن لا تكون إيران عدوا للدول العربية رغم الاختلافات الجذرية معها، على غرار إسرائيل بوصفها العدو التاريخي بحسب تعبيره.

وجاءت تلك الدعوة خلال إحدى الجلسات العامة الرئيسية لمؤتمر الأردنيين في الخارج 2015 الذي يعقد في منطقة البحر الميت حتى الخميس وافتتحه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بمشاركة ممثلي سفارات المملكة في الخارج لمناقشة أبرز الملفات المتعلقة بالبلاد سياسيا واقتصاديا وشؤون المغتربين.

لكن تلك الدعوة من موسى وجودة، لم تخل من استنكار تصريحات ومواقف سياسية نسبت لمسؤولين إيرانيين بشأن تهديدات للمنطقة العربية، بما فيها "تصريحات تزرع الفتنة بين السنة والشيعة" كما وصفها الوزير الأردني جودة.

وفي السياق ذاته، قال جودة الذي عبر عن ترحيب بلاده بالاتفاق النووي مع إيران، إن الأردن لا يكيل بمكيالين اتجاه إيران،  لكنه يتمسك بالابتعاد عن مزيد من عوامل الاضطراب في المنطقة، قائلا: "نريد أن نلجأ للحوار وقلنا ان الاتفاق يمكن اعتباره خطوة هامة ومدخل أوسع للحوار في قضايا"

وهاجم جودة خلال الجلسة في موقف متطابق مع موسى، ما قال إنه بعض التصريحات الرسمية الايرانية حيال المنطقة، حيث قال: "منذ مدة ونحن نتحدث عن حوار حول القضايا الهامة لكن بكل صراحة أين المنطق عندما يقوم جلالة ملك البحرين بإرسال برقية يتحدث فيها إلى إيران بإيجابية عن الاتفاق النووي وأنه يجب أن يكون مدخلا لحديث أوسع وأشمل وعلاقات حسن جوار.. فأين المنطق وأين المصلحة بأن تخرج تصريحات إيرانية تستهدف البحرين.. وأيضا الموقف الخليجي حيث اعتقدت دول خليجية أنه خطوة إيجابية. هناك أشياء غير مفهومة بل مرفوضة في مرحلة يجب أن تتسم بإيجابية مطلقة."

واسترسل الوزير الأردني في نقده لإيران، قائلا: "إن هناك تصريحات مثيرة للفتنة بين السنة والشيعة والعرب والفرس، وقال: "هناك تصريحات غير مفهومة كأن تكون تصريحات تزرع بذور الفتنة بين السنة والشيعة او بين الاسلام والمسيحية أو بين العرب والفرس لماذا؟ هناك تهديدات مرفوضة من إيران وفي الوقت نفسه علينا التعامل بكل إيجابية مع هذا الموضوع."

أما الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، فقد شدد في حديثه على أهمية عدم اعتبار إيران عدوا على غرار "إسرائيل" كما أشار، قائلا إن هناك اختلافات جذرية مع إيران لكنها ليست عدوا ولا يجب أن تكون كذلك.

وقال: "إيران يجب ألا تكون عدوا للدول العربية ولابد من فتح حوار معها، انا قلت أيضا أننا مختلفون اختلافا جذريا مع السياسات الايرانية هناك تصريحات سلبية خطيرة تصدر من الجانب الايراني وهناك أزمة سياسية كبيرة بين العرب وبين إيران خاصة إثارة موضوع الشيعة والسنة والفرس والعرب وموضوع الاسلام والمسيحي هذه أمور سلبية ونتائجها مدمرة ولنا حديث قطعا مع الايرانيين بشأنها".

وفي سياق المقاربة بين تهديدات إيران في المنطقة وإسرائيل، أوضح موسى بالقول: "إن هناك عداء تاريخيا بين الدول العربية واسرائيل التي تصر حتى اللحظة على ألا حقوق للفلسطينيين."

وأضاف: "نحاول ألا يكون هناك عداء بيننا وبين إيران وأن تأتي وأن تقبل بحوار حول إمكانية التعايش ولابد أن نناقش المشاكل معها وفي مقدمتها مشاكل العراق بين الشيعة والسنة، فلا يصح استخدام موضوع الشيعة ضد السنة أو العكس كذريعة للإضرار بأي طرف في المنطقة ولا يجب أن يكون سلاحا بيد  أي حد."

وندد موسى بما نسب لأحد المسؤولين الإيرانيين حول إقامة دولة فارسية عاصمتها بغداد بحسبه، وقال: "وموضوع الفرس والعرب ما قيل عن ذلك هو كلام فارغ أنهم بصدد إقامة دولة فارسية عاصمتها بغداد، هذا كلام فارغ لكنه يقال ويجب أن يقال على مائدة للنقاش ونقول هل تريدون التعايش أم غير ذلك."

ورأى موسى أن الخلاف مع إسرائيل مختلف عن إيران، وأن هناك إمكانية للتفاهم مع الأخيرة، وأردف قائلا: "نحن متفقون على خطورة السياسة الإيرانية في المنطقة والمظاهر السلبية التي نراها لكن على إيران أن تأخذ في اعتبارها أسباب القلق لدينا."