دمشق، سوريا (CNN) -- وجه الرئيس السوري، بشار الأسد، سلسلة انتقادات إلى تركيا والسعودية والدول العربية، مقابل رسائل "إيجابية" لمصر وجيشها، قائلا إن البلدين "في نفس الخندق"، كما اعتبر أن الأولوية للرد على إسرائيل بعد ضرباتها الجوية هي عبر ضرب "أدواتها داخل سوريا" على حد قوله، ودعا لـ"توحيد البندقية" مع العراق، ودافع عن دور حزب الله بالقتال داخل بلاده.
وقال الأسد، في مقابلة مع تلفزيون المنار التابع لحزب الله، إنه يتمتع بدعم شعبي مكّنه "من الصمود" مضيفا أنه يعتمد أولا "على الشعب السوري ومن ثمّ على أصدقاء سوريا في المنطقة والعالم" وفق قوله، واعتبر أن الأزمة في سوريا لن تصل إلى "ربع ساعة الأخير" قبل توقف "الدعم الخارجي للإرهاب" وفق قوله.
ولدى سؤاله عن الضربات العسكرية التي توجهها إسرائيل إلى أهداف في سوريا رأى الأسد أن من وصفهم بـ"الإرهابيين" هم "الأداة الاسرائيلية الحقيقيّة الأهم من العدوان" مضيفا: "إذا أرادنا مواجهة اسرائيل علينا مواجه أدواتها داخل سوريا ولا بد من حسم هذا الموضوع داخل سوريا وبعدها لن يتجرأ أحد على سوريا لا إسرائيل ولا غيرها".
وردا على سؤال حول العلاقة بين الأزمة في سورية وتوقيع الاتفاق النووي الإيراني وفيما إذا كانت سوريا ضحية أو مانحة مكسباً قال الرئيس السوري، "الغربية حاولت بكل الأشكال أن تقنع إيران أن يكون الملف السوري جزءاً من الملف النووي وبالتالي الهدف طبعاً هو أن تتنازل إيران عن أشياء لها علاقة بدعم سوريا مقابل أن تحصل على أشياء تريدها في الملف النووي. الموقف الإيراني كان حاسماً حول هذه النقطة ورفض بالمطلق أن يكون هناك أي ملف يدمج."
وتابع الأسد بالقول: "تحالفنا مع إيران عمره الآن ثلاثة عقود ونصف، فما هو الجديد عندما نكون مع إيران نحن في الأساس علاقتنا قوية ونحن حلفاء، نحن مع إيران وإيران مع سوريا في مفاصل مختلفة. عندما كانت الحرب الظالمة على إيران (مع العراق) كنا معها واليوم في الحرب الظالمة على سوريا إيران معنا."
وهاجم الأسد من وصفهم بـ"بعض العربان الذين يتلطون خلف العروبة ولكنهم في الحقيقة بقلبهم وعقلهم وبكل مشاعرهم ومصالحهم في مكان آخر.. جوهر القضية الآن والحروب التي تحصل ليست إسقاط أنظمة، هي مرحلة وليس ضرب الدول وتخريب الاقتصاد كل هذه وسائل. الهدف النهائي هو ضرب الهوية فعندما نصل إلى هذه المرحلة من الكفر بشكل مسبق فنحن نعطي الأعداء هدية مجانية من دون الحاجة لاحقاً لأي تدخل عسكري أو عبر الإرهابيين، هذه هي الرسالة."
ودعا الأسد الجانب العراقي إلى ما وصفه بـ"توحيد البندقية كما يحصل الآن مع حزب الله" على حد قوله، دون أن يوضح طبيعة ذلك "التوحيد"، كما دافع عن مشاركة حزب الله في القتال ببلاده معتبرا أن الفارق بين وجوده كتنظيم أجنبي ووجود مقاتلين أجانب يتمثل في أنه حاضر "بالاتفاق مع الدولة السورية."
وانتقد الأسد الأردن والحديث عن "منطقة عازلة" على الحدود مع سوريا قائلا: "عندما تتحدث دولة أو مسؤول ما، علينا أن نسأل ما مدى استقلالية هذا المسؤول لكي يعبر عن رأيه" وسعى لبعث رسائل إيجابية للجانب المصري بالقول: "سوريا في نفس الخندق مع الجيش المصري والشعب المصري في مواجهة الإرهابيين الذين يبدلون مسمّياتهم كما تبدل مسمّيات أي منتج فاسد".
ووصف الأسد نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بأنه "مجرد دمية لديه أحلام كثيرة وآخرها حلم المنطقة العازلة" ورأى أنه "لا يستطيع التحرك باتجاهه إلا بموافقة سيده الأمريكي" وفق قوله.