هذا المقال بقلم علي شهاب، وهو لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
أقُولُ وَقَدْ نَاحَ بِقُرْبي فولوورز.. أيا جيران هل تشعرون بحالي ؟
الاخوة المصريون مشكورون على نصائحهم الثمينة ازاء تعاملنا كلبنانيين مع دولتنا في احتجاجاتنا، ولكنها جميعها مردودة اليكم للاعتبارات التالية:
- انتم حين قمتم بثورتكم كان الهدف اسقاط نظام رئيس الجمهورية حسني مبارك. الوضع مختلف قليلا عندنا، إذ لا رئيس ولا نظام ولا جمهورية.
- أشتمّ من تعليقات بعض الناشطين المصريين رائحة "الأستذة والمَعلمة" علينا. ليكن واضحا للقاصي و الداني أننا سبقنا جميع الدول العربية الى الثورة، إذ ان بلادي تشهد منذ استقلالها قبل سبعين عاما ما يقارب الـ18 ثورة يوميا (بعدد الطوائف) عند كل استحقاق بدءا من ملف الامن القومي وحتى ملف تعيين شرطي بلدية.
- اذا كنتم تعتقدون أنه باستطاعتكم اقتراح حل للمسألة اللبنانية "حتة ثورة" واجراء انتخابات ديموقراطية وانتخاب رئيس ثم الانقلاب عليه والاتيان برئيس عسكري ثم اخراج الرئيس الأسبق الذي خلعتموه من السجن، فأنتم مخطئون. لن تنطلي الحيلة علينا، وسنعمل جاهدين للحفاظ على نظامنا الطائفي الفاسد توفيرا للوقت.
- بلغنا انكم تبدون اعجابكم بـ"المُزز" في تظاهراتنا. اولا هذا من فضل ربي. ثانيا السر كل السر في خلطة الماكياج فلا تغرنكم المظاهر: الجمال الحقيقي جمال الروح..وحساب البنك.
- لن تجدوا في لبنان بأسره من شماله الى جنوبه فنانا واحدا يجرؤ على ابداء انزعاجه من تظاهرات وسط البلد لأن "ابن اخته عاجز عن شراء البيتزا". نحن ولله الحمد نمتلك مخزونا استراتيجيا من البيتزا على امتداد الوطن. نعم قد تجدون لدينا سياسيا يشتكي انقطاع الكهرباء الى درجة ان زوجته عجزت عن احياء عيد ميلادها، ولكن هذا موضوع اخر.
- "ما عندناش اخوان".
- "ما عندناش عمر سليمان". والرمز الوحيد الذي يعبّر حاليا عنا هو "طائر الفينيق". تخيلوا مثلا خروج طائر الفينيق في البيان رقم واحد معلنا انه قرر "التخلي عن الرئاسة ..والله الموفق والمستعان" الى اخر المعزوفة.."مش هينفع يا فندم..مش هيلاقي حد يكلفو بإدارة شؤون البلاد".
- عددكم يربو على الثمانين مليون مواطن وعددنا لا يزيد على الأربعة ملايين. بكلمات اخرى "لو كل واحد عزّل عشان تحتيه فاسد، البلد كلها هتبات في الشارع".
- اسمحوا لنا باستعارة ظاهرة وحيدة من تجربتكم: تحول الشعب الى محللين استراتيجيين. وهذه المهنة تساهم في تطور جميع بلاد العالم الا الدول العربية، حيث لا يمتهنها الا العاطلون عن العمل.
ولا زالت الثورات عامرة في دياركم.