"أمل" سوريا ضحية منذ الولادة.. طفلة تولد بشظية على جبهتها

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
"أمل" سوريا ضحية منذ الولادة.. طفلة تولد بشظية على جبهتها
Credit: courtesy Syria Expatriate Medical Association

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- لا يخفى على العالم الوضع الذي تشهده سوريا، وبالنسبة لهذه الفتاة فإنها أصبحت ضحية لهذه الحرب قبل ولادتها.

الرضيعة اسمها "أمل" وأطلق عليها هذا الاسم لأنها نجت من أول أيام حياتها في مدينة حلب السورية، لأنها أتت إلى العالم بقطعة من الحرب على جبهتها.

أما قصتها فهي تجسيد مروع لما يمكن للبشر فعله ببعضهم بالحروب، خاصة هذه الحرب التي زهقت فيها مئات الألوف من الأرواح وشرد بسببها الملايين، وفي وقت تتعامل فيه أوروبا مع تدفع اللاجئين عبر حدودها، تأتي أمل إلى العالم لتروي السبب الذي دفع بكل هؤلاء الأشخاص للرحيل من بلادهم.

قصف جوي، يقول ناشطون إنه تم على أيدي قوات النظام السوري، في 18 سبتمبر/أيلول، تسبب بتدمير عدة منازل في منطقة سكنية بحلب من بينها منزل امرأة اسمها أميرة والذي عاشت فيه مع أطفالها، وفقاً لما قاله أطباء وشهود أعيان لـ CNN.

أصيبت أميرة وأطفالها الثلاثة بجروح بسبب الهجوم، وأخذوا إلى مستشفى بالمدينة، حيث بدت أميرة حزينة ومرتبكة لدى وصولها وفقاً لما قاله المتحدث باسم "المستشفى الميداني" أبو لؤي لـ CNN.

أطفالها أصيبوا بجروح طفيفة لكن أميرة، الحمال بشهرها التاسع، تلقت شظايا على وجهها وجسدها، ويضيف المتحدث: "كانت محاطة بأطفالها الثلاثة، وكانت تنزف من عدة أجزاء بجسمها، من ضمنها بطنها."

وخوفاً على الأم وجنينها قرر الأطباء إجراء ولادة قيصرية، لكنهم لم يتوقعوا بأن يروا هذا المنظر، إذ اكتشفوا بأن الطفلة تحمل شظية بوجهها فوق عينها اليسرى، ويقول الأطباء إن الشظية تجاوزت بطن الأم واخترقت الرحم لتستقر بجبهة الرضيعة، وأضاف أحد الأطباء بقوله: "لا نعلم فما لو أنقذت الطفلة حياة الأم أم أن الوالدة هي التي أنقذت حياة رضيعتها، ولكن ما هو بالفعل أكيد، هو أن هذا النظام الشيطاني حاول قتل الاثنتين."

ونشر مقطع فيديو بالعملية القيصرية عبر فيسبوك، ويمكن رؤية الشظية فوق عين الطفلة عند إخراجها من بطن أمها، لتسمع الأطباء وهم يقولون: "ما شاء الله شو حظها حلو، الإصابة سطحية.. الله أكبر من بشار."

ويقول الطبيب محمد طباع، الذي عمل مع الجراحين على ولادة أمل: "لقد استهدفت حتى قبل ولادتها.. هذا هو الوضع هنا.. آمل بأن تحظى بمستقبل أفضل."

وقال طباع، الذي يعتبر عضواً بالرابطة الطبية للمغتربين السوريين "SEMA" الذي أشرف على تخدير أميرة، إنه يتذكر شكل المرأة المليئة بالرضوض والإصابات والمضرجة بالدماء خلال دخولها غرفة العمليات، مضيفاً: "إن عمليات القصف تقع بشكل يومي، لقد قتلوا الأطفال والنساء والعجزة، هذه الحالة تظهر مدى سوء الوضع."

المستشفيات في خطر

رغم أن الأطباء تمكنوا من إنقاذ الوالدة ورضيعتها، إلا أنهم متخوفون من استهداف نظام الأسد للمستشفيات والموظفين العاملين بالقطاع الطبي، مثلما فعل سابقاً، إذ دفعت عمليات القصف المستهدفة للمستشفيات إلى نقل المعدات والمؤسسات الطبية لتعمل تحت الأرض.

وأظهرت صور حازت عليها CNN مؤسسة طبية بموقع لم يكشف عنه أظهرت مساحة تستخدم لعلاج الحالات الطبية، أما الممرات المؤدية لهذه الحجرة فهي أنفاق بسيطة ببعض التجهيزات البسيطة من الرفوف لوضع المعدات بمكان مرتفع.

ويقول طباع إن نقل المؤسسات الطبية لتحت الأرض كلف حوالي نصف مليون دولار، لكن الحرب دفعت إلى هذا الحل، ويقول إنه يأمل بأن تنتقل مستشفيات أخرى للعمل تحت الأرض، ويقول: "نعلم بأن الأعمال الوحشية منتشرة بكل مكان، لكن يمكننا على الأقل أن نحد من الأضرار."