الجيزة، مصر (CNN) -- انتشرت الموسيقى الصاخبة وأصوات أبواق الفوفوزيلا من الحافلات ذات الطابقين التي تتحرك في شوارع مدينة الجيزة المصرية، وذلك ضمن أجواء الانتخابات البرلمانية الجديدة.
وستكون هذه ثالث انتخابات في البلاد منذ أطاح الجيش بالرئيس السابق محمد مرسي عقب احتجاجات شعبية في 2013، والثامنة منذ ثورة 25 يناير في 2011.
وتبدأ المرحلة الأولى للتصويت في الخارج الأحد الموافق 17 أكتوبر/ تشرين الثاني، وفي الداخل في اليوم التالي. أما المرحلة الثانية للانتخابات ستبدأ في 21 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وستعلن النتائج في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وقال المعلق السياسي والناشر الصحفي هشام قاسم: " بعد ما يقرب من خمس سنوات منذ انتفاضة يناير، تقبل الشعب أخيرا خيبة الأمل، إذ كانت التوقعات عالية جدا ولم يتحقق الكثير. بل في الواقع، تدهورت أوضاع معظم المصريين على جميع المستويات المعيشة."
وأضاف: "فائدة المشاركة في العملية السياسية وصل إلى نهايته، ولا أعتقد أن يشارك الكثير كما رأينا في الانتخابات السابقة."
ولم يفقد الناخبون اهتمامهم فحسب، فحتى المرشحين المحتملين يتجاهلون الانتخابات، وفي حين ترشح أكثر من خمسة آلاف شخص في انتخابات هذا العام، إلا أن هذا العدد هو نصف عدد المرشحين في عام 2011.
وفي الأسبوع الذي سبقها، طغت أخبار مثيرة للجدل على الانتخابات، مثل اعتراف الممثلة انتصار بمشاهدة الأفلام الإباحية وتقديم الإعلامي أحمد موسى مقاطع من لعبة فيديو "باتيلفيلد" كأنها لقطات الأقمار الصناعية من الضربات الجوية الروسية على تنظيم "داعش" الإرهابي بسوريا.
وقال مدير الحملة الانتخابية لمرشحي حزب المصريين الأحرار، حازم هلال: "علينا إقناع الناس بأن لدينا شيء جديد ومختلف، ولكي نقنعهم يجب أن يكون عندنا ما يثير الاهتمام في المقام الأول."
وأضاف هلال أنه يدرس طبيعة كل حي، عندما يفكر بخطط حملات الدعاية، ففي بعض الحملات، تُوزع الهدايا للحصول على انتباه الناس.
وأحد أبرز المرشحين هو أحمد مرتضى منصور، نجل أحد أشهر المحاميين المصريين مرتضى منصور، الذي كان يدعم نظام حسني مبارك ويرأس نادي الزمالك، واكتسب أحمد من شهرة والده الكثير من المشجعين والأعداء.
وقال أحمد قبل صعوده حافلة حملته مع أطفاله الثلاثة: "جعلني والدي المرشح الأكثر شهرة، فشهرة والدي ساعدتني كثيرا، شهرته ساعدتني في الحصول على انتباه الناس، لأتمكن من توصيل رسالتي لهم، إنه أفضل تسويق."
لكن أحمد يعترف أيضا أن برنامج حزبه ليس مألوفا بالنسبة له تماما، إذ قال: "لقد انضممت حديثا، لذلك أنا لم أقرأ البرنامج بأكمله."
كما جندت معظم الأحزاب السياسية، مثل المصريين الأحرار، المرشحين ذوي الأسر المشهورة الذين يحظون بشعبية في دوائرهم الانتخابية، بدلا من الاستعانة بأعضاء الحزب.
ويتم تمويل الحزب من قبل رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس. في حين تعاني المعارضة وأنصار الحركات الديمقراطية من قلة التمويل والخلافات الداخلية، لذلك اختارت إما مقاطعة الانتخابات أو إيفاد عدد قليل من المرشحين.
كما يبذل العديد من النواب السابقين، الذين خدموا في حزب الرئيس الأسبق حسني مبارك، جهودا للعودة إلى الساحة كمرشحين مستقلين أو من خلال أحزاب مختلفة.
أما بالنسبة لجماعة "الإخوان المسلمين"، التي هيمنت على صناديق الاقتراع بعد عام 2011، وتعتبر الآن منظمة إرهابية محظورة، فزعمائها في السجن أو في المنفى، كما حُكم على مرسي، الذي قاد مرة واحدة الحزب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، بالإعدام.
والقوة الإسلامية الوحيدة التي تخوض هذه الجولة من الانتخابات هي حزب النور المحافظ المتشدد، الذي كلفه قرار دعم الجيش في 2013 خسارة الكثير من المؤيدين.
وقال رئيس حزب النور، يونس مخيون: "كان هدفنا الحفاظ على الأمن والاستقرار وقوة مصر." وحث الشعب على التصويت، مضيفا: "إذا كنت ستبقى في المنزل، فلا تلم إلا نفسك لاحقا."