رسائل أردنية غاضبة تسبق لقاءات يجريها كيري في عمّان حول "الحرم القدسي" ومصادر حكومية: لماذا نلتقي نتنياهو؟

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
 رسائل أردنية غاضبة تسبق لقاءات يجريها كيري في عمّان حول "الحرم القدسي" ومصادر حكومية: لماذا نلتقي نتنياهو؟
صورة أرشيفية لموكب وزير الخارجية الأمريكي في زيارة سابقة للأردنCredit: BRENDAN SMIALOWSKI/AFP/Getty Images)

عمان، الأردن (CNN)-- يبدي مسؤولون أردنيون صلابة لافتة في تثبيت المطالب الأردنية الرسمية حيال حل الأوضاع الأمنية التي تعصف بالمسجد الأقصى منذ نحو شهر، تسبق الساعات القليلة للقاء مرتقب لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال أيام، وسط تأكيدات رسمية أردنية بغياب الجهود الأمريكية الدبلوماسية لاستئناف مفاوضات السلام.

وكشفت مصادر حكومية الثلاثاء في حديث لموقع CNN بالعربية، أن الأردن لن يتراجع عن المطالبة في اللقاء المرتقب لكيري، برفض استمرار الوضع الحالي في الحرم القدسي الشريف، دون أن تتردد أيضا في التأكيد على أن الأردن لن يرحب بأي سعي إسرائيلي لإنجاح زيارة مقبلة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عمّان، دون "أن يكون هناك توقعات ملموسة" تتواءم مع مساعي المملكة.

وعلقت المصادر الحكومية للموقع ردا على ما تناقلته وسائل إعلام عبرية من رفض أردني ينم عن غضب رسمي، لاستقبال ملكي لنتنياهو في عمّان، بالتساؤل "ولماذا اللقاء.. اللقاء دون أن يكون هناك توقعات ملموسة لتحسين الأوضاع في الحرم القدسي الشريف وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الاقتحامات لن يكون مفيدا."

وفي الوقت الذي لم تؤكد المصادر الحكومية فيه تقديم طلب إسرائيلي رسمي للأردن لزيارة نتنياهو، قالت: "لا لقاء بدون استجابة لمطالبنا أو تأكيدات بوقف التصعيد."

ويتراوح الموقف الأردني الرسمي بين الغاضب من اسرائيل، وبين المتحفظ اتجاه الإدارة الأمريكية التي سيجري وزير خارجيتها مباحثات ثنائية في عمّان، تشمل إضافة إلى العاهل الأردني، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس.

ولن يتيح الأردن وفقا لما أسرت به المصادر الحكومية، ما يمكن القول إنه هامش للمناورة مع الجانب الأمريكي، فيما ستطلب الدبلوماسية الأردنية مجددا وقف الاقتحامات للحرم الشريف والتأكيد على رفضها، إلى جانب سحب التزام واضح وصريح من الطرف الاسرائيلي بأن تقوم اسرائيل كـ"قوى قائمة بالاحتلال بالقانون الدولي والإنساني،" بحسب وصف المصادر.

وتتسق تلك التصريحات مع ما أدلى به وزير خارجية الأردن ناصر جودة صباح الثلاثاء، على هامش منتدى منظمة الأمن والتعاون الأوروبي المنعقد حتى مساء الأربعاء، في منطقة البحر الميت بمشاركة نظيره وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

وشارك في المؤتمر الذي دعت إليه المنظمة الدولية وفد رسمي إسرائيلي، وعدد من الدول الاوروبية والعربية من بينها مصر والجزائر وتونس.

 وقال جودة في تصريحاته خلال مؤتمر صحفي إنه "لا سلام دائم في المنطقة إلا بحل دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب" مشيرا الى أنه مرهون بالتوصل إلى حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ومشددا على أن  التصعيد الأخير في الأراضي المقدسة يهدد بمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

 وعبّر جودة عن رغبة بلاده في أن تسهم العلاقات مع ألمانيا، على إيقاف ما وصفه بالموجة الجديدة من العنف وتفعيل المفاوضات حول كافة قضايا الوضع النهائي، وأضاف: "إن التوتر يقلقنا كثيرا".

وبشأن وجود جهود أمريكية تسعى لاستئناف مفاوضات السلام في المنطقة، فقال جودة: "لا جهود أمريكية جديدة لاستئناف المفاوضات ولا اجتماعات ثلاثية أو رباعية بهذا الخصوص."

وكشف جودة عن لقاء مرتقب بين كيري ونتياهو في ألمانيا الخميس، فيما أضاف بالقول حول لقاء ملك الأردن: "سيلتقي كيري مع نتنياهو في المانيا الخميس وثم يلتقي مع جلالة الملك هنا في عمان بعد ايام ولقاء مع الرئيس محمود عباس."

وأشار جودة في حديثه، إلى أنه "يتعين على إسرائيل احترام الوضع القائم والتاريخي واحترام دور الاردن في القدس".

  كما جدد جودة موقف بلاده بشأن خياراته الدبلوماسية للرد على استمرار التصعيد الاسرائيلي بالقول إن هناك اتصالات دبلوماسية مستمرة، وأن الخيارات الدبلوماسية والقانونية متاحة إذا ما استمر التصعيد الاسرائيلي ولن نسمح بتغيير الوضع القائم لأنه تاريخي."