واشنطن، الولايات الأمريكية المتحدة (CNN) -- كشفت جلسة الخميس الماراثونية للجنة التحقيق في هجوم بنغازي، أن وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون أبلغت كلا من رئيس الوزراء المصري آنذاك هشام قنديل، وعائلتها أن الهجوم كان متعمدا، وأنه نُفذ من قبل مجموعة إرهابية تشبه تنظيم القاعدة.
وأعلن النائب الجمهوري من ولاية أوهايو، جيم جوردان، أن المرشحة الديموقراطية الأبرز للرئاسة الأمريكية تحدثت مع هشام قنديل بعد يوم من الهجوم على القنصلية الأمريكية في ليبيا، والذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرين في سبتمبر/أيلول عام 2012.
وقرأ جوردان أحد رسائلها الإلكترونية التي تحدثت فيها مع رئيس الوزراء المصري السابق، حيث قالت له: "نحن نعلم أن الهجوم في ليبيا لم يكن له علاقة بالفيديو، إنه كان هجوما مخططا له، وليس احتجاجا." ويُذكر أن ذلك الفيديو بعنوان "حياة محمد الحقيقية" والذي نُشر على موقع "يوتيوب" كان يُسيء إلى النبي محمد.
وقرأ جوردان أيضا من رسالة إلكترونية إلى عائلتها مباشرة بعد الهجوم كتبت فيها: "قُتل اثنين من الضباط اليوم في بنغازي من قبل جماعة مثل تنظيم القاعدة." وأوضحت كلينتون التناقض بين ما قالته والتصريحات المتكررة للإدارة الأمريكية بأن الهجمات كانت عفوية، مُرجعة السبب في ذلك إلى التقديرات الاستخباراتية التي تتطور بسرعة في فترات الفوضى.
ولكن الجمهوريين كرروا اتهامهم إدارة أوباما بإخفاء علاقة الهجمات "بالإرهابيين خوفا من تقويض ذلك لأحد أساسات حملة إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما التي كانت حينها في الأسابيع الأخيرة لها – والتي تتمحور حول فعاليته في مكافحة الإرهاب" إشارة إلى قضائه على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
واستجوب جوردان كلينتون زاعما أنها وغيرها من موظفي إدارة أوباما حاولوا إلقاء اللوم بمسؤولية هجوم البعثة الأمريكية على الفيديو المعادي للمسلمين، لتجنب إضعاف أوباما الذي ادعى أنه قد سحق تنظيم القاعدة.
إذ قال النائب الجمهوري: "كان باستطاعتكم التعايش مع احتجاج على مقطع فيديو، إذ لم يكن ذلك ليضركم، ولكن هجوما إرهابيا كان بإمكانه ذلك." وقال جوردان إن الأميركيين كان بإمكانهم تقبل، على مضض، مقتل أبناء بلدهم في الخارج ولكن "ما لا يمكنهم قبوله هو حكومة ليست صريحة معهم."
ولكن كلينتون رفضت هذا الاتهام، قائلة إنه في الساعات اليائسة بعد الهجوم لم تكن المعلومات عن الطبيعة الحقيقية للهجوم واضحة. وأضافت: "أنا آسفة لأن ذلك لا يتناسب مع قصتك يا عضو الكونجرس، يمكنني فقط أن اقول لكم ما هي الحقائق."