دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بات مسجد "المشهد" في مدينة نجران السعودية رابع مسجد يستهدفه تنظيم داعش في المملكة، فبعد الهجمات على مساجد يرتادها الشيعة في شرق السعودية، برز الهجوم على مسجد "المشهد" من زاويتين، الأولى قرب المنطقة من الحدود مع اليمن، والثانية طبيعة المسجد الذي يرتاده أتباع الطائفة الإسماعيلية بالمملكة، لتنضم الطائفة الإسماعيلية بذلك إلى قائمة أهداف التنظيم الذي سبق له مهاجمة السنة والشيعة والأيزيديين والمسيحيين والدروز وسواهم.
يعود ظهور المذهب الإسماعيلي إلى القرن الثاني الهجري، بعد الانشقاق الكبير الذي أصاب الحركة الشيعية آنذاك بوفاة الإمام السادس المبجل عند الطرفين، جعفر الصادق، إذ وقع الخلاف حول هوية من يرث قيادة الحركة من أبنائه، فسار الشيعة الإثني عشرية مع طرح تولية موسى الكاظم الإمامة، بينما اعتبرت جماعة أخرى أن الوريث هو ابنه الأكبر إسماعيل، لتظهر الطائفة الإسماعيلية.
وكان الظهور السياسي الأبرز للإسماعيليين في تاريخهم من خلال الدولة الفاطمية، وهي الدولة التي تأسست وفقا لهذا المذهب وعملت على نشره وحكمت مناطق واسعة امتدت من المغرب إلى الجزيرة العربية وبلاد الشام، قبل أن تنقسم الدعوة بدورها إلى عدة مدارس مازال بعضها منتشرا في مناطق معينة بالهند وسوريا وباكستان حتى الآن.
ويتركز الوجود الإسماعيلي في السعودية بنجران وجوارها، ويعتقد أن تحول المنطقة إلى مركز للإسماعيلية جاء بعد حروب جرت باليمن بين الإسماعيليين والزيدية انتهت بخروج قادة الطائفة الأولى من اليمن واستقرارها بالمنطقة الجنوبية الغربية من السعودية، على يد محمد بن اسماعيل بن ابراهيم المكرمي.
وقد سبق للطائفة أن طالبت قبل سنوات بالاعتراف بها مذهبيا، غير أن الجماعة نفسها تعيش حالة من الانقسام بسبب خلاف بين المكارمة، والطبيعية القبلية للمنطقة وانتماء معظم أتباع المذهب لقبيلة "يام" يجعل العامل القبلي أساسي في التعاطي الداخلي.
وسبق للإسماعيليين، الذين يصفون أنفسهم أيضا بـ"الفاطميين" أن أثاروا علنا قضية تعرضهم للاتهامات بالتكفير برسالة احتجاج شهيرة وجهوها إلى السلطات ردا على مقابلة تلفزيونية ظهر فيها أحد الدعاة ليتهمهم بـ"الشرك والكفر والزندقة" وكذلك "الاتصال بقوى خارجية"، ولكن بشكل عام يعيش الإسماعيليون في السعودية دون مشاكل وينالون حظهم من الوظائف والخدمات.