بيروت، لبنان (CNN) -- استمر التراشق الإعلامي في لبنان على خلفية الهجوم الذي يشنه حزب الله على السعودية منذ أسابيع، والذي وصل إلى ذروته مع توقيف أمير سعودي في مطار بيروت بتهمة محاولة تهريب مخدرات الكبتاغون، ووصل الحديث الإعلامي إلى حد التذكير بتورط مقربين من حزب الله عن صنع هذا المخدر، بينما كان السفير السعودي في بيروت يعلن ترك الملف بيد القضاء.
وفي بيروت، زار السفير السعودي في لبنان، علي عواض عسيري، وزير الداخلية، نهاد المشنوق، مؤكدا أمام الصحفيين أن الهدف من الزيارة هو مناقشة قضايا الحوار الداخلي اللبناني. وردا على سؤال عما إذا كانت الزيارة تتصل بقضية توقيف الأمير قال عسيري: "موعد الزيارة كان مقررا مسبقا وقضية توقيف الأمير في عهدة القضاء اللبناني الذي نقدر نزاهته ولنا فيه ملء الثقة."
وتابع السفير السعودي بالقول: "بحسب علمي ان السلطات اللبنانية لا تزال تتابع تحقيقاتها في هذه القضية للتوصل الى الحقيقة وجلاء كل الملابسات وكشف الجهات المتورطة في هذه العملية من الجانبين، ومعرفة الجهة التي تصنع هذه المخدرات والجهة الممولة، وخصوصا أن الكمية التي جرى ضبطها كبيرة جدا وضررها لا ينحصر بلبنان بل يتعداه إلى المملكة العربية السعودية وجهات أخرى فيما لو تمكنت الجهات المتورطة من تمريرها."
لكن الحملة على الرياض التي يشنها حزب الله منذ أسابيع، وتزامنت مع توقيف الأمير في مطار بيروت بعد أيام على إطلاق هتافات تنادي بـ"الموت" للسعودية في مناسبات أقامها حزب الله خلال مراسم عاشوراء، استدعت ردا من تيار المستقبل، الذي قالت كتلته النيابية في بيان لها إن الحزب يريد تحويل ذكرى عاشوراء إلى "مناسبة لنشر الأحقاد والفتن."
وحذرت الكتلة، وفقا لوكالة الأنباء اللبنانية، من أن هذه الهتافات "قد تنعكس سلبا على مصالح اللبنانيين الذين يكتوون بنار الجريمة التي يشارك فيها حزب الله عبر القتال في سوريا ضد الشعب السوري الى جانب نظام جائر" وفقا للوكالة. بينما قال النائب البارز في الكتلة، أحمد فتفت، إن ما وصفه بـ"موقف حزب الله بضم لبنان إلى الإمبراطورية الإيرانية" هو الذي يوجب على الجميع "موقف التصدي."
وعلى شاشة تلفزيون المستقبل، التابع للتيار، برزت حلقة للإعلامي الساخر، نديم قطيش، تساءل فيها حول الهجوم الذي يشنه حزب الله على السعودية على خلفية قضية توقيف الأمير، فذكّر بقضية ضبط آلات لتصنيع حبوب الكبتاغون، اتضح لاحقا وقوف شخص يدعى هاشم الموسوي، شقيق أحد نواب حزب الله، خلفها.