القاهرة، مصر (CNN)- تسلمت "مصلحة الطب الشرعي" في مصر مساء السبت، جثامين 35 من ضحايا الطائرة الروسية على الأقل، في وقت أعلنت فيه السلطات المصرية عن انتشال نحو نصف عدد من كانوا على متن الطائرة المنكوبة، البالغ 224 شخصاً، فيما لاتزال عمليات البحث جارية عن الباقين.
وقال مساعد وزير العدل لشؤون مصلحة الطب الشرعي، المستشار شعبان الشامي، إن "دار التشريح" تسلمت 34 جثة، بالإضافة إلى أشلاء جثمان آخر، لافتاً إلى أنه "تم اتخاذ كافة الإجراءات الطبية المتبعة في التعامل مع الجثامين بتصويرها طبياً، باستخدام الأجهزة المخصصة لذلك."
وأضاف المتحدث المصري، في تصريحات أوردها تلفزيون "النيل"، أنه تم كذلك سحب العينات اللازمة، بالتعاون مع "مصلحة الأدلة الجنائية" بوزارة الداخلية، تمهيداً لإجراء فحوص وتحاليل الحمض النووي DNA لكل جثمان، لتحديد هوية الضحايا على وجه الدقة.
وقبل قليل من منتصف ليلة السبت/ الأحد بتوقيت القاهرة، ذكرت مصادر رسمية، أنه تم نقل "دفعة ثانية" من جثامين الضحايا إلى مطار "كبريت" بمحافظة السويس، بلغت 78 جثة، تم نقلها أيضاً إلى "مشرحة زينهم" بالقاهرة، التابعة لمصلحة الطب الشرعي.
وبينما أكدت وزارة الطيران المدني انتشال الصندوقين الأسودين الخاصين بالطائرة المنكوبة، مشيرة إلى أنه تم على الفور البدء بتحليل معلومات الصندوقين، فقد ذكرت مصادر رسمية أن نيابة شمال سيناء أمرت بالتحفظ حطام الطائرة والصندوق الأسود الخاص بها.
وكشف وزير الطيران المدني، حسام كمال، أن الاتصالات بين الطائرة الروسية وبرج المراقبة كانت مستمرة وطبيعية، حتى اختفت الطائرة بصورة مفاجئة من على شبكة الرادار، وأكد أن الطيار الروسي لم يطلب أي استغاثة، كما لم يفيد بحدوث أي طارئ على متن الطائرة.
وبينما أورد تلفزيون "روسيا اليوم" عن شهود عيان من سكان سيناء، أنهم شاهدوا الطائرة تحترق في الجو قبل سقوطها، فقد نقلت صحيفة "الأهرام" القاهرية عن مصدر مسؤول قوله إن الطائرة بدأت في التهاوي من ارتفاع 31 ألف قدم، بمعدل نحو 6500 قدم في الدقيقة.
وتابع المصدر أن الطائرة، التي كانت في طريقها من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرغ، ظلت على اتصال مع المطار الواقع في جنوب سيناء، حتى خروجها من دائرة قطرها نحو 40 ميلاً من المطار، وكانت على ارتفاع يصل إلى 10 آلاف قدم.
وأضاف أنه تم بعد ذلك تسليم الطائرة الروسية إلى المراقبة الجوية بمركز الملاحة الجوية بمطار القاهرة، وهى على ارتفاع 10 آلاف قدم، وظل الاتصال بها إلى أن وصلت إلى 31 ألف قدم ارتفاع، وحينها فقد الاتصال بالطائرة.
إلى ذلك، أوردت تقارير إعلامية روسية قصة فتاة نجت بأعجوبة من "موت محقق"، كان ينتظرها على متن طائرة الرحلة 9268 التابعة لشركة "كوغاليمافيا"، بعدما قررت في آخر لحظة، تغيير خطة عودتها إلى روسيا.
وقالت الفتاة، وتُدعى يانا فيريتينيكوفا، من سكان مدينة سان بطرسبرغ، لقناة "زفيزدا"، إنها غيرت رأيها في اللحظة الأخيرة لاستقلال الرحلة المشؤومة، وقررت في البداية العودة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرغ، ولكن بعد ذلك غيرت رأيها وقررت الذهاب إلى موسكو.
وأضافت الفتاة، وفق تصريحات أوردها تلفزيون "روسيا اليوم"، أنها الآن موجودة في مطار شرم الشيخ، حيث أجلت الرحلة المتوجهة إلى موسكو، بعد تحطم الطائرة المنكوبة.