نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن الاعتداء على الطائرة الروسية التابعة لشركة "ميتروجيت" ومقتل 224 راكبا على متنها يعتبر "اعتداء علينا جميعا."
جاء ذلك في مقابلة مع الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN حيث قال إن الاعتداء "يظهر أنه وإن لم تحل الأزمة في بلد معين أو في منطقة معينة فإنه سيصعب احتوائها في دول أخرى، وحان التوقيت المناسب للعمل معا ضد خطر الإرهاب من أي جهة إرهابية كانت."
وفي الشأن السوري، قال أوغلو: "لا يمكننا فرض حل بل يمكننا تيسير الوصول إلى حل، والحل واضح جدا ويتمثل في اليوم الذي يعود فيه ملايين اللاجئين السوريين إلى سوريا مفترضين حلول السلام هناك."
وألقى رئيس الوزراء التركي الضوء على أنه و"ببقاء بشار الِأسد في السلطة فلا اعتقد أن أي لاجئ سيعود للبلاد."
وردا على سؤال حول إمكانية موافقة تركيا على إرسال قوات برية للمشاركة في القتال ضد تنظيم داعش رد داود أوغلو بالقول: "اللجوء إلى القوات البرية هو أمر بحاجة لمباحثات مع الجميع للمشاركة فيه، لكن هناك حاجة لاستراتيجية متكاملة تقوم على ضربات جوية وتدخل لقوات برية، غير أن تركيا لا يمكنها تحمل كل الأعباء بمفردها، إذا كان هناك تحالف يمتلك استراتيجية متكاملة وحسنة التخطيط فسنكون على استعداد للمشاركة بكل الطرق."
وتابع داود أوغلو بالقول: "التدخل البرّي ضد داعش دون وجود رؤية واضحة حيال للأوضاع القائمة قد يؤدي إلى ظهور جماعات متطرفة أخرى تحل محل داعش. يجب حل الأزمة السورية بطريقة شاملة." كما أكد أن تلك الاستراتيجية يجب أن تشمل محاربة التطرف ونظام الرئيس السوري بشار الأسد قائلا: "يجب أن تكون الاستراتيجية موجهة ضد جميع التنظيمات وضد الأنظمة التي أدت لخلق هذه المشكلة. ونواصل دعوة حلفائنا إلى النظر في إقامة منطقة آمنة وإبعاد داعش عن حدودنا."
وعن المواقف الأوروبية والأمريكية والروسية حول إمكانية بقاء الأسد لفترة زمنية محددة بمرحلة انتقالية قال داود أوغلو: "السؤال لا يتعلق بالمدة التي سيبقى فيها الأسد بالسلطة، ولكن بطريقة وتوقيت مغادرته والحل المرتقب."
وأكد داود أوغلو أن ما يقال حول رفض تركيا لتسليح الأكراد في سوريا بمواجهة داعش ليس صحيحا، مشيرا إلى أن أنقرة ترفض تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره أحد أجنحه حزب العمال الكردستاني. وأضاف أن القوى الكردية ليست الوحيدة التي تقاتل داعش، وإنما هناك أيضا الجيش السوري الحر الذي يمكن تقديم السلاح له.
وذكّر رئيس الوزراء التركي بأن بلاده سمحت لمقاتلي البيشمرغة الأكراد بعبور أراضيها للوصول إلى كوباني السورية ومقاتلة داعش فيها، مضيفا: "إذا أرادت أمريكا تسليح المقاتلين الأكراد على الأرض ضد داعش فنحن على استعداد لذلك، ولكننا نرفض تسليح القوى الإرهابية الكردية، مثل حزب العمال.. إذا أرادوا مساعدة البشمرغة التي قاتلت داعش بسوريا والعراق فنحن على استعداد للمساعدة، ولكن حزب العمال يهاجم المدنيين الأتراك ويضرب مدننا وقرانا ولا يمكن قبول تسليحه."
وحول طرح حزب العدالة والتنمية بخصوص الدستور وتعديل صلاحيات الرئيس نفى داود أوغلو وجود نية لتعديل الدستور لمجرد توسيع صلاحيات الرئيس قائلا إن التعديل ليس بهدف زيادة الصلاحيات الرئاسية وإنما تطوير النظام السياسي الحالي الذي قال إنه "لا يسير على ما يرام لأنه نتيجة انقلاب عسكري" مضيفا أن هناك مفاوضات ستجري مع أحزاب المعارضة لضمان جمع الأصوات الكافية في البرلمان.