علماء الجزائر ينتقدون بشدة دعوة مقتدى الصدر لشيعة بلادهم بـ"توحيد الصفوف"

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
علماء الجزائر ينتقدون بشدة دعوة مقتدى الصدر لشيعة بلادهم بـ"توحيد الصفوف"
Credit: AFP Getty images

الجزائر (CNN)--  انتقدت الكثير من الهيئات الدينية الجزائرية الخروج الأخير للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، عندما وصف الأقلية الشيعية الجزائرية بالأقلية المظلومة، ودعوته لها بتوحيد الصف مع المعتدلين والأقليات الأخرى، في وقت اعتبر فيه آخرون أن إقرار الصدر بوجود الشيعة بالجزائر يهدّد وحدتها.

وحسب ما نقلته جريدة الشروق الجزائرية الواسعة الانتشار، فإن الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيجي، دعا الصدر إلى "عدم إقحام الجزائر في أمور لا تعنيها، فهي لم تتدخل من قبل في العراق"، كما طالبه بـ"حل الأزمات التي تعاني منها منطقة من قتل وسفك للدماء قبل أن يتحدث عن الجزائر"، مطالبًا من شيعة الجزائر "إثبات أنفسهم بالعلم وليس بالتهور".

بينما وصف رئيس النقابة المستقلة للأئمة الشيخ جمال غول، تصريحات الصدر بـ"تهديدٍ للجزائر" بما أنه أقرّ وجود الشيعة في الجزائر خلافًا لما تقوله وزارة الشؤون الدينية، لا سيما و"أنه حرّضهم على ممارسة طقوسهم وتغليب جماعتهم"، مضيفًا أن "هذه الأقليات تشكّل خطرًا على النسيج الاجتماعي الجزائري ومذاهبها ووحدتها".

 كما صرّح شيخ الزاوية العلمية للقرآن وتحفيظ الذكر، الشيح علي عية، بأن "الجزائر لم تعمد في مأمن من هذه التيارات"، وأنه سبق وأن حذر "وزارة الشؤون الدينية بالاحتراس من المذاهب التي تقسّم المجتمع"، مستغربًا "عدم وجود حملات للتحذير من هذه الطوائف"، إذ قال إنهم "يسعون لترويج أفكار خطيرة"، مناديًا الوزارة المعنية بالرّد في خطبة الجمعة على تصريحات مقتدى الصدر.

وقد نفى وزير الشؤون الدينية السابق، بوعبد الله غلام الله، في تصريحاته للجريدة نفسها، وجود اضطهاد للشيعة بالجزائر، مشيرًا إلى وجود بعض الأفراد الذين ينتمون لهذا المذهب في بلاده، غير أنه لا يوجد تنظيم خاص بهم، مطالبًا مقتدى الصدر بـ"إصلاح مجتمعه والاهتمام به بدلًا من التهجم على المجتمعات الأخرى".

وكان مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، قد رد على سؤال وجهه له طلبة شيعة جزائريون عن أسباب "تجاهل" الخارجية الأمريكية لوجود الشيعة بالجزائر، بأن قال إن أتباعه "لا ينتظرون من الولايات المتحدة أن تعطي صورة حقيقية عن المظلومين في الجزائر أو غيرها"، مطالبًا شيعة الجزائر إلى بـ"عدم التقوقع وعدم الخوف من الثلة الضالة والعمل على توحيد الصف مع المعتدلين والاقليات الأخرى".