دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال ويل هيرد، عضو لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب الأمريكي، إنه بحال التأكد من مسؤولية تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عن تفجير الطائرة الروسية فسيكون التنظيم قد أقدم على ذلك لاستهداف مصر أكثر من روسيا، ولكنه نجح بترويج القضية بين أنصاره بتصوير نفسه على أنه "يواجه الأشرار" داعيا إلى ضرورة مراجعة إجراءات الأمن بالمطارات وتطويرها.
وقال هيرد، في مقابلة مع CNN حول قضية الطائرة الروسية ومدى اقتناعه بمسؤولية داعش عن تفجير الطائرة الروسية: "الاقتناع بنسبة مائة في المائة صعب جدا، ولكن يبدو أن داعش هو المسؤول بالفعل. هناك تحقيقات جارية ولكن لا بد لنا من التصرف على هذا الأساس. هذا الأمر سيكون تحولا كبيرا مقارنة بالتكتيكات السابقة لداعش وأساليب عمله بالمنطقة، ولذلك علينا التركيز أكثر على محاربته في سوريا والعراق."
وحول الترجيحات المطروحة عن طريقة تفجير الطائرة، بحال ثبوت ذلك، قال هيرد: "لا نعرف جميع السيناريوهات وما إذا كان أحدهم قد استعان بمساعدة من الداخل أو أنه عمد إلى زرع قنبلة داخل حقيبة ثم نجح بإدخالها عبر أجهزة الأمن، ولذلك وضعنا في مجلس النواب قانونا قبل أشهر يطالب كل مطار بإعادة مراجعة إجراءاته الأمنية."
وعن الهدف من ضرب الطائرة وما إذا كان المقصود هو الإضرار بروسيا أم بمصر قال هيرد: "أظن أن المخطط كان إلحاق الأذى بمصر أكثر من روسيا، ولكن التنظيم قوي جدا على مواقع التواصل الاجتماعي بحيث صرف نظر الناس عن الحديث حول قتله للأبرياء وحوّل النقاش إلى زعم أنه يحارب الأشرار من خلال استهداف الطائرة الروسية رغم أنه قتل الأبرياء."
ورد هيرد، الذي أمضى تسع سنوات كعميل سري في CIA، على سؤال حول كيفية استغلال داعش للقضية من أجل جذب المزيد من المتطوعين في صفوفه بقتله الأبرياء قائلا: "لا يمكن التفكير بالقضية من وجهة نظرنا، فداعش من عالم مختلف تماما، فعندما كنا نقاتل القاعدة في أفغانستان وباكستان كان التنظيم يحاربنا دعائيا من خلال نشر قصاصات ورقية يتركها على أبواب منازل السكان في الليل، أما اليوم، فداعش قادر على الوصول إلى عشرات ملايين الأشخاص يوميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويشجعهم على القتال بصفوفه."
واعتبر النائب الأمريكي أن بلاده لم تصل بعد إلى مستوى التحديات التي يطرحها داعش أمنيا، ولكنه دعا لمشاركة أطراف أخرى من المنطقة بالحل قائلا: "المسؤولية لا تقع حصرا على الحكومة الأمريكية، يجب أن نحصل على مساعدة من شركائنا في الدول العربية السنية بالمنطقة، وكذلك من الفعاليات الموجودة على الأرض ولا أظن أن قدراتنا الاستخبارية في العراق وسوريا بأفضل أحوالها. علينا أن نطبق الدروس المستفادة من الحرب بأفغانستان."