أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- الحرائق لا تزال تشتعل، والزجاج المحطم والدماء لا يزال متناثرا في شوارع بيروت في وقت تترنح فيه بعد تفجير آخر.
قتل 43 شخصا على الأقل، الخميس، عندما نفذ شخصان تفجيرات انتحارية في العاصمة اللبنانية، وأصيب أكثر من 200 آخرين.
تبدو لبنان أحدث أمة وقعت ضحية غضب "داعش" بعد ادعاء التنظيم المتشدد مسؤولية الهجوم. وفيما يلي تفاصيل حول ما يحدث في لبنان:
على من يقع اللوم؟
في حين أن الحكومة لم تعلن عن أسماء المهاجمين، يدعي تنظيم "داعش" بفخر قيامه بالهجوم.
وقال انتحاري لم يستطع تفجير نفسه للمحققين إنه مجند من "داعش"، وأضاف المواطن اللبناني أنه إلى جانب ثلاثة مهاجمين آخرين وصلوا إلى لبنان من سوريا قبل يومين، وفقا لمصدر.
وأعلن مسؤولون في المخابرات اللبنانية أن المفجرين يمكن أن يكونوا جزءا من خلية أرسلت إلى بيروت من قبل قيادة "داعش"، ولكن يعمل المحققون على التأكد من ادعاء المتهم الباقي على قيد الحياة.
ويعمل "داعش" على الترويج بيان حول مسؤوليته عن التفجيرات على وسائل الإعلام الاجتماعية. ولم يتسن لـ CNN التأكد صحة البيان.
لماذا استهدف "داعش" لبنان؟
إذا كان التنظيم الإرهابي مسؤولا عن الهجمات، فهناك أسباب لا حصر لها لذلك.
أولا، يشارك لبنان حدوده مع سوريا التي مزقتها الحرب، مما يجعله هدفا سهل الوصول له. وقد هرب أكثر من مليون لاجئ من الصراعات الإقليمية إلى لبنان، مما يضغط على البنية التحتية والخدمات في البلاد.
ثم هناك مسألة الطائفية، فـ"حزب الله"، المتكون من الميليشيات الشيعية في لبنان، هو حزب سياسي قوي مع وجود قوي في المنطقة المستهدفة.
في حين أن عناصر "داعش" هم متطرفون سنّة، ووصف التنظيم "حزب الله" بأنه "حزب الشيطان الشيعي". وقال مصدر حكومي إن أحد الانتحاريين حاول الوصول إلى داخل مسجد شيعي إلا أنه تم إيقافه.
وحقيقة أن "حزب الله" يدعم الحكومة السورية في حربها ضد "داعش" يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى ديناميكيته.
الانتحاريون.. من هم؟
لم تعلن السلطات اللبنانية عن هويات المسؤولين عن الهجوم الانتحاري.
أحد الانتحاريين نجا من الهجوم وهو قيد الاحتجاز. وقال المعتقل اللبناني للسلطات إنه والثلاثة مهاجمين الآخرين وصلوا من سوريا قبل يومين، حسبما قال مصدر.
وقتل الثلاثة الآخرين في الانفجارات.
وقال مصدر حكومي لبناني إن الشرطة تحقق فيما إذا كان المهاجمين فلسطينيين من مخيم قريب للاجئين حيث كان "داعش" يجند عناصر له.
هل استُهدف لبنان من قبل؟
نعم، في حين شهد لبنان سلسلة من التفجيرات في الماضي، لم يكن لـ"داعش" وجود كبير هناك ولم يعلن مسؤوليته عن جميع الهجمات.
لكنه أعلن مسؤوليته عن تفجير سيارة ملغومة في العاصمة العام الماضي مما زاد من العنف الذي شمل العديد من الفصائل في العقود الأخيرة.
ولكن معظم ما حدث من سفك للدماء اقتصر على الحدود السورية، ولكن ليس كله، إذ يُذكر وقوع انفجار في بيروت في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2013، والذي قتل 23 شخصا على الأقل وتسبب بإصابة نحو 150 آخرين.
وأعلنت كتائب عبد الله عزام، المتصلة بتنظيم "القاعدة" مسؤوليتها عن التفجير، وحذرت من المزيد في المستقبل ما لم يتوقف "حزب الله" عن إرسال مقاتلين لدعم القوات الحكومية السورية.
ماذا يعني هذا للبنان؟
وصف البعض لبنان بأنه يتسم بحالة مستقرة من عدم الاستقرار، إذ هو بلد عاشت فيه فصائل مختلفة في سلام نسبي.
وقال محلل شؤون الشرق الأوسط، رامي خوري، المقيم في بيروت، إن الارتفاع الأخير في أعمال العنف في لبنان هو جزء من الاضطرابات الإقليمية.
وأضاف: "إننا نشهد أعظم حرب بالتفويض في العصر الحديث تحدث في لبنان وسوريا والعراق، والتي أصبحت الآن حقا أرضا واحدة للمعركة حيث يتقاتل 2 من المعسكرات الأيديولوجية الكبيرة حتى الموت مثل المصارعين."
وقال خوري إن الانقسامات والتوترات السياسية الأيديولوجية لطالما كانت جزءا من تاريخ لبنان لعدة عقود.
ولكن عززها ظهور الجماعات الإرهابية الإسلامية المتطرفة في البلاد والمناطق المحيطة بها.