بيروت، لبنان (CNN) -- شاب لبناني يدعى عادل ترمس، تحول إلى رمز للمواجهة مع داعش بعدما تصدي لأحد الانتحاريين خلال التفجيرات التي ضربت في ضاحية بيروت، منطقة برج البراجنة، أحد معاقل حزب الله، متسببة بمقتل 43 شخصا وجرح العشرات، ليكرر بذلك نماذج أخرى مماثلة في السعودية والعراق بمواجهة التنظيم، وإن كان قد ترك خلفه عائلة حزينة ولكنها تشعر بالفخر لما قام به.
ويروي أكرم ترمس، والد عادل، ما حدث مع نجله بالقول: "عادل كان في عمله، وانصرف عند الخامسة مساء تقريبا ووصل إلى المنزل، وقال لزوجته إنه ذاهب للصلاة في المسجد، فطلبت منه زوجته البقاء لتناول الطعام مع طفليه لإحساسهما بالجوع فوعدها بعدم التأخر، وكما تعلمون لدينا ليلة الجمعة دعاء كُميل (دعاء يردده أتباع الطائفة الشيعية) في المسجد، وخلال الدعاء وقع الانفجار الأول."
وتابع أكرم، ناقلا عن أشخاص كانوا في الموقع ساعة الحدث، بالقول إن الناس خرجوا لرؤية ما حصل بعد الانفجار الأول، وبينهم عادل الذي وجد شخصا يسير من منطقة "مستشفى الرسول الأعظم" وهو يكبّر، فقام بالالتفاف حوله والقبض عليه من الخلف ووضعه على الأرض، لكن الانتحاري تمكن من تفجير نفسه.
ويقول الوالد الذي تحدث بمعنويات عالية عن نجله الراحل: "وقفت على الشرفة عندما سمعت الانفجار الأول وقمت بالاتصال بعادل، لكنه لم يرد، غير أن والدته قصدت منزله وتمكنت من التحدث إلى زوجته التي أكدت لها أنها تحدثت معه بعد الانفجار الأول ولكنه لم يرد عليها بعد الانفجار الثاني، فنزلت والدته إلى الشارع لتسأل عنه، فقال لها أحدهم أنه استشهد."
وروى أكرم ترمس كيف نزل إلى المستشفى للبحث عن نجله بين الجثث والجرحى دون جدوى، لكن شقيقه عثر على جثة عادل في براد إحدى المستشفيات فأبلغه بذلك مضيفا: "عدت إلى البيت وليس بيدي ما أفعله. لا حول ولا قوة إلا بالله."
ونفى أكرم ترمس ما قيل حول وجود ابنة عادل معه وقت التفجير قائلا إن الفتاة التي أنقذ حياتها بإبعادها عن الانتحاري ليست ابنته بل صادف وجودها في المكان ساعتئذ. وأضاف: " الخبر كان مفجعا ومهما تحدثنا لا يمكننا وصفه، ولكنه رفع لنا رأسنا وهو شهيد عند الله."
وذكر ترمس أن عادل كان يعمل حرفي سيارات. نافيا أن يكون لديه صلات سياسية بل كان فقط "يؤيد خط المقاومة (تعبير مستخدم للإشارة إلى حزب الله) وكان مؤمنا" على حد قوله، مضيفا أن نجله الراحل الذي كلن يبلغ من العمر 32 سنة لديه ولد وبنت، الولد يدعى أكرم ويبلغ من العمر عامين وثلاثة أشهر، أما البنت فتدعى ملاك وتبلغ من العمر ستة أعوام.
أما باسمة ترمس، زوجة عادل، والتي تحدثت بدورها بثقة ومعنويات مرتفعة، فقد دعت إلى "التهنئة" بزوجها وليس التعزية به، مضيفة أن الأسرة "راضية بحكم الله" مضيفة أن زوجها الراحل "كان يحب الشهادة وقد منحها الله له" على حد تعبيرها.
وأكدت باسمة أنها تعيش بسرور وتشعر بالفخر بزوجها الراحل الذي قالت إنه "رفع رأسها وجعلها تعيش بكرامة"، مؤكدة أن هذا الشعور تتشاطره مع جميع سكان المنطقة الذين يقدرون الدور الكبير الذي لعبه زوجها بالحد من الخسائر البشرية خلال الهجمات.
وتؤكد باسمة أن زوجها كان عنصرا بحزب الله، قائلة إنه من بين رجال "المقاومة"، لافتتة في هذا الإطار إلى إشارة أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، له.
يذكر أن تنظيم داعش كان قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم في برج البراجنة. وقد سبق لحزب الله، الذي تشكل منطقة برج البراجنة أحد معاقله، قد أعلن قبل سنوات مشاركته في القتال بسوريا بزعم مواجهة داعش، غير أن الحزب يخوض معارك على الكثير من الجبهات ضد فصائل معارضة عديدة وإلى جانب الجيش النظامي السوري. ومنذ ذلك الوقت شهدت مناطق مؤيدة لحزب الله في لبنان موجة تفجيرات حصدت أرواح العشرات.