السوريّون على "فيسبوك" حول حملة للجيش السوري: "جنّة الشباب منازلهم"

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
السوريّون على "فيسبوك" حول حملة للجيش السوري: "جنّة الشباب منازلهم"
Credit: cnn

دمشق، سوريا (CNN)-- "أهلاً بكم في كوكب زمرّدة" الكوكب الخاص بالبنات على قناة Space toon للأطفال، و"جنّة الشباب منازلهم"؛ هكذا يتعاطى بعض الشباب السوريين بطرافة في تدويناتهم عبر موقع "فيسبوك"، مع حملةٍ قويّة لسوق المتخلفيّن عن الخدمة الاحتياطية والإلزامية بالجيش السوري، للذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و42 عاماً (سن التكليف بخدمة العلم حسب القانون).

طرافةٌ تداري مخاوف جديّة يعيشها الشباب في الشارع السوري، دفعت الكثير منهم لتقييد حركتهم، أو سلوك طرقاتٍ خلفيّة بعيداً عن الحواجز الأمنية، أو الدوريّات التي أصبحت تنتشر مؤخراً بشوارع العاصمة دمشق، بشكلٍ كثيف، ومفاجئٍ أحياناً، كالمقاهي الشعبيّة، والأسواق الكبرى، الأمر الذي انعكس بشكلٍ مباشر على حركة أسواقٍ تعاني بالأصل من ضغوطٍ اقتصاديّةٍ متزايدة يعانيها المواطن السوري، بسبب الحرب.

شبكة أخبار "دمشق الآن" على موقع "فيسبوك"، نشرت تدوينةً نسبتها لمراسل الشبكة، جاء فيها: "لوحظ غياب الشباب من شوارع وسط العاصمة، بشكل ملحوظ مقارنة بالأسابيع الماضية، نظراً لاستمرار حملة سحب الأسماء المطلوبين للاحتياط أو المتخلفين عن خدمة العلم، وبعض المؤسسات الخاصة والعامة شهدت غياب بعض الموظفين نظراً لأن أسمائهم موضوعة ضمن لائحة الاحتياط."، ونفت على لسان مراسلها أن يكون السحب عشوائياً "كما تروجه بعض المواقع حيث أن الأسماء غير المطلوبة للاحتياط أو لخدمة العلم يسير أصحابها بشكل طبيعي دون أية قيود."

وأتت هذه التدوينة، في وقتٍ تنتشر الشائعات بين أوساط الشباب، عن حالات تم فيها تمزيق التأجيل الدراسي لخدمة العمل، وسحب أصحابه للخدمة، ما جعل الكثيرين منهم يلزمون منازلهم إلا للضرورة، كما ضاعف التدقيق على حاملي بطاقات الهوية السوريّة الذكور ممن تتراوح أعمارهم بين الـ (18 و42 عاماً) من الازدحام المروري عند الحواجز الأمنية، بينما تغزو وجوه حامليها ملامح التوتر لحين زوال خطر ما يعتبرونه السيناريو الأسوأ عنهم، وهو السوق المباشر للخدمة.

ويحكى أن عائلات فقدت أولادها، لتفاجئ بعد رحلةٍ قلقٍ وبحث مضنية بكونهم التحقوا بقطعاتهم العسكرية دون تمكنّهم من إخبار عائلاتهم، وهذا شكّل تهديداً اقتصادياً بالنسبة لهم، لأنهم فقدوا معيلاً اعتاد العمل لساعاتٍ طويلة كما هو حال الكثيرين، لتوفير احتياجاتهم الأساسيّة، فراتب الخدمة الاحتياطية لن يكون كفيلاً بسد تلك الاحتياجات. 

جانب مظلم آخر في الموضوع طفى على السطح مؤخراً، بعد الحديث عن عصابات خطف تنتحل صفاتٍ أمنية، تقوم باختطاف شبّان بحجة السوق للخدمة الإلزامية، مادفع صفحة "يوميات قذيفة هاون" التي تعتبر مصدر خبر موثوق بالنسبة للكثير من السوريين على موقع "فيسبوك"؛ للتحذير شارحةً عن طريقة التمييز بين الدوريات الحقيقية والمزورة.

وتأتي إجراءات السوق المباشر لالتحاق المتخلفين عن "واجب الخدمة في الجيش العربي السوري"، وسط تداول أرقام غير رسمية تشير لتخلف الآلاف، دون إغفال الإشارة إلى وجود مَنْ يدفع شباباً سورياً آخرين للقتال في صفوف المعارضة المسلحّة، وهذا يشكّل أحد الدوافع الرئيسية المحركة لتحمل الشباب مخاطر اللجوء غير الشرعي لأوروبا هرباً من الجبهات الساخنة، بينما تستمر المعارك بين الأطراف المتصارعة في سوريا، والتي تزهق بسببها عشرات أرواح السوريين كل يوم عسكريين كانوا أم مدنيين.

 ويبقى الحديث عن حلٍّ سياسي منتظر تتسارع الجهود الدولية لترتيبه مؤخراً، موضع أملٍ وترقب يتطلّع إليه السوريون، الذين باتوا يستعيدون ذاكرتهم الشعبية عن أحداث الحرب العالمية الأولى قبل مئة عامٍ تقريباً، وما جرتّه عليهم من ويلات تجسّدت بمصطلحين تاريخيين شهيرين "سفربرلك.. والأخذ عسكر".