بيروت، لبنان (CNN)—أثار إعلان المملكة العربية السعودية عن تحالف إسلامي يضم 43 دولة لمكافحة الإرهاب والتطرف، الثلاثاء، انقساما داخل لبنان ففي الوقت الذي استكرت فيه الخارجية اللبنانية وانتقاد وزير العمل، سجعان قزي، رحب رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس الوزراء الأسبق، سعد الحريري بهذا الإعلان.
قال رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في بيان: "تلقى رئيس مجلس الوزراء اتصالا من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان إلى تحالف عربي وإسلامي واسع لمحاربة الارهاب. وقد أبدى دولته ترحيبا بهذه المبادرة انطلاقا من كون لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الارهاب، حيث يخوض جيشه وجميع قواته واجهزته الأمنية معارك يومية مع المجموعات الارهابية التي ما زالت إحداها تحتجز تسعة من العسكريين اللبنانيين."
من جهته قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: "إن الإعلان الذي اصدرته 35 دولة اسلامية من المملكة العربية السعودية، هو خطوة تاريخية في الطريق الصحيح، للتعامل مع معضلة سياسية وأمنية وفكرية، باتت تشكل عبئا خطيرا على صورة الاسلام الحضارية والإنسانية وتهدد الوجود الاسلامي وتعايشه مع المجتمعات العالمية."
وتابع قائلا: "إن السعودية تعلن باسم الأكثرية الساحقة من العرب والمسلمين، إن أهل مكة أدرى بشعابها، وان مسؤولية مكافحة الاٍرهاب الذي يتخذ من الاسلام وسيلة للطعن بالإسلام، تقع على المسلمين وقياداتهم ودولهم، وعلى العرب بالدرجة الاولى، الذين يتعرضون لأبشع الحملات العنصرية، التي لا وظيفة لها سوى الاساءة لدورهم ومكانتهم في العالم."
على الصعيد الآخر استنكرت وزارة الخارجية اللبنانية هذا الإعلان حيث قالت في بيان: "لم تكن على علم، لا من قريب ولا من بعيد، بموضوع إنشاء تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، وأنه لم يرد إليها في أي سياق وأي مجال أية مراسلة أو مكالمة تشير إلى موضوع إنشاء هذا التحالف، وأنه لم يتم التشاور معها، لا خارجيا كما تفرضه الأصول، ولا داخليا كما يفرضه الدستور."
وأضاف البيان: "يهم وزارة الخارجية والمغتربين التأكيد أن ما حصل يمس بموقع لبنان، المميز لجهة التوصيف المعطى لمحاربة الارهاب والتصنيف المعتمد للمنظمات الارهابية، كما يمس بصلاحيات الوزارة بصفتها موقعا دستوريا قائما في موضوع السياسة الخارجية، في إطار سياسة الحكومة والبيان الوزاري وبالتنسيق والتشاور مع رئيس الحكومة كما دأبت عادة، وقد حرصت دائما على أن يكون موقفها موقفا مستقلا خارجيا نابعا من أولوية مصلحة لبنان، ومن التوافق الداخلي على هذه السياسة الخارجية."
أما وزير العمل اللبناني، سجعان قزي فقال: "قد نشارك او لا نشارك موضوع آخر، ولكن الحكومة لم تتخذ قرار المشاركة، فلبنان ليس دولة اسلامية ولا مسيحية لكي ينضم الى حلف اسلامي او مسيحي.. لقد تأكدت اننا لسنا عضوا في هذا الحلف، وحتى سفارتنا في السعودية ليست على علم بذلك، فهناك ألف حلف وحلف ضد داعش ، وداعش تقوى. فالمطلوب حلف واحد جدي وفعال."
وتابع قزي في تصريح بثته قناة MTV نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: "لبنان غير مشارك في التحالف الاسلامي ضد الارهاب الذي اعلن عنه امس.. الانضمام الى حلف خارجي وعسكري تحديدا يتطلب قرارا من مجلس الوزراء في غياب رئيس الجمهورية.. نحن مع أي تحالف ضد الارهاب ولكن نتمنى ان يكون هناك حلف واحد لا ديني، لا اسلامي ولا مسيحي، لان التحالفات ذات التسمية الدينية من شأنها تعميق الصراعات المذهبية والدينية التي تجتاح الشرق الاوسط".