المغرب، الرباط (CNN)— حضرت 34 دولة في التحالف الإسلامي العسكري الذي أعلنت السعودية عن قيامه لأجل "محاربة الإرهاب"، منها المملكة المغربية التي تعد سابع قوة عسكرية في هذا التحالف، بما أن جيشها يصل تعداده إلى 200 ألف جندي حسب إحصائيات موقع غلوبال فاير باور.
وكان من المتوقع أن يحضر المغرب في هذا التحالف الإسلامي العسكري الذي أعلنت السعودية عن قيامه " لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب"، فمشاركته في "عاصفة الحزم" تحت قيادة السعودية، ومشاركته في التحالف الدولي ضد "داعش"، وكذا تقاربه مع السعودية في الملف السوري، كلها عوامل تجعله حضوره إلى جانب دول الخليج في تنسيقاتها الأمنية الإقليمية أمرًا منتظرًا.
وفيما لم يصدر تعليق رسمي من المغرب على بيان المملكة السعودية حول الدول المشاركة، فإن مدير مجموعة الابحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات بجامعة القاضي عياض، إدريس لكريني، يرى أن "هذا الحلف يأتي ردًا على تزايد الاتهامات للكثير من الدول الإسلامية بأنها لا تتعامل بصرامة مع الحركات المتطرفة، لا سيما بعد تواتر وقوع عمليات إرهابية منسوبة إلى مسلمين".
ويضيف لكريني لـCNN بالعربية أن "انخراط المغرب في سياق محاربة الإرهاب إقليميًا ودوليًا يجعل من حضوره في الحلف أمرًا عاديًا، خاصة وأن الدعوة تأتي من دولة صديقة للمغرب"، مشيرًا إلى أن حضور المغرب "يشكّل إضافة نوعية للتحالف، وذلك للخبرة الإقليمية التي راكمتها المملكة في هذا الشأن، وكذا طريقة تدبيرها للشأن الديني وقوة مقاربتها الأمنية".
وقد استطاع المغرب، الذي يوجد في منطقة تعرّضت لعدد من الهجمات الإرهابية، سواء في تونس أو الجزائر أو فرنسا، أن يدرأ عنه خطر "داعش" الذي توّعد المغرب أكثر من مرة. وبشكل دوري تعلن وزارة الداخلية عن تفكيك خلايا مرتبطة بهذا التنظيم، وذلك فضلًا عن تقوية تعاونه الاستخباراتي مع دول أوروبية، قبل وبعد هجمات باريس.
ويتحدث محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن طريقة إعلان هذا التحالف كانت مفاجئة، وأن المغرب، وإن لم يكن ممكنًا إقصاؤه من التحالف لقوة جيشه واستخباراته وعلاقته بالسعودية، إلّا أنه "فوجئ بانضمامه إلى تحالف لا يعرف طبيعته أو طريقة عمله أو مصادر تمويله"، لا سيما أن الكثير من النقاط غير واضحة، خاصة إقصاء عدد من الدول السنية".
تصريحات نشطاوي حول عدم وضوح في طريقة هذا العمل تسندها تصريحات الخارجية التركية التي لفتت اليوم الأربعاء إلى أن التحالف "غير مبني على أساس عسكري، وأن البعد الإيديلوجي هو الأهم لكي لا يتم ربط الإرهاب بالإسلام"، وكذلك لغياب دولة سنية مجاورة للمغرب، وقوية عسكريًا، عن هذا التحالف، ويتعلّق الأمر بالجزائر.
ويضيف نشطاوي لـCNN بالعربية أن أسباب تشكيل حلف إسلامي سني لمواجهة الإرهاب تعود إلى "طلب أمريكي مباشر بإيجاد قوة سنية مشتركة لمحاربة داعش، بما أن الاستراتيجية الأمريكية الحالية تسعى إلى عدم التورط في حروب بالشرق الأوسط، وبما أن هناك اتهامات غربية لدول سنية كبرى في الشرق الأوسط بتمويل الإرهاب"، فضلًا عن الرغبة في مواجهة المحور الشيعي-الروسي الذي يتقوى في المنطقة.