توترات سعودية - إيرانية تكشف انقسامات "سلفيي مصر".. الدعوة ترد على الجبهة: النمر "إرهابي" والشيعة يحرقون بلادهم بأوامر من طهران

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
توترات سعودية - إيرانية تكشف انقسامات "سلفيي مصر".. الدعوة ترد على الجبهة: النمر "إرهابي" والشيعة يحرقون بلادهم بأوامر من طهران
Credit: PATRICK BAZ/AFP/Getty Images

القاهرة، مصر (CNN)- كشفت الأزمة الراهنة بين السعودية وإيران، على خلفية قيام الرياض بإعدام المعارض الشيعي، نمر باقر النمر، ضمن 47 ممن وصفتهم بـ"إرهابيين"، وما تبع ذلك من مهاجمة مقر السفارة السعودية في طهران، عن انقسامات حادة بين جماعات سلفية في مصر.

وأعربت جماعة "الدعوة السلفية" عن استنكارها لما وصفتها بـ"الهجمات الوحشية الإيرانية" على السفارة السعودية، وقالت إن "هذا يدل على أن النظام الإيراني لا يلتزم بالشريعة، والتي جاءت بالنهي عن إيذاء المبعوثين، ولو كان ممثلين لدولة كافرة محاربة، فكيف بسفارة دولة مسلمة؟"

وأضافت أن "هذا ما يؤكد أن الواقع العملي للشيعة، يعاملون أهل السنة بمعاملة الكفار المحاربين، أو ربما بما هو دونها، كما أن هذا دليل على أن إيران لا تحترم المواثيق الدولية، ولا الأعراف الدبلوماسية، ولا غيرها من الأمور، التي تلتزم بها كل الدول التي تحرص على مصداقيتها."

ولفت "الدعوة السلفية" إلى أن الهجمات على السفارة السعودية جاءت "كجزء من رد الفعل الإيراني المتشنج، على تنفيذ حكم القتل في الإرهابي الشيعي السعودي الجنسية، نمر النمر والذي تم قتله تنفيذاً لحكم قضائي، صدر وفق النظام القضائي المطبق في المملكة العربية السعودية."

وأضافت في البيان، الذي نشر على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، أنه "فوق وجود حكم قضائي بقتله (في إشارة إلى النمر)، فإن جرائمه في إثارة الفتنة، ودعوته الشيعة السعوديين للخروج المسلح على الدولة السعودية، مثبتة، ويعلمها القاصي والداني."

وتابع البيان أن "إيران تتعامل على أنها حامية الحمى لكل الشيعة في كل أنحاء العالم، وأن غالبية الشيعة يأتمرون بأمر مرجعياتهم الدينية في إيران، ولا يتأخرون عن تنفيذ ما يأتيهم من أوامر، ولو كانت بإحراق بلادهم، وإضرام الفتنة فيها، وما أمر الحوثيين عنا ببعيد."

كما استنكرت الدعوة السلفية ما وصفتها بـ"حالة التعاطف مع هذا الإرهابي، التي أبداها أفراد وجماعات وحركات من المفترض أنها سُنية، بل ربما وصف بعضها نفسه بالسلفية، في ذات الوقت الذي سكتوا فيه عن جريمة إيران في حق المقار الدبلوماسية السعودية في إيران."

جاء بيان "الدعوة السلفية" بعد ساعات على صدور بيان عن جماعة "الجبهة السلفية"، اعتبرت فيه أن إعدام النمر، مع 46 آخرين ممن وصفتهم بـ"العلماء الأبرياء"، ليست سوى "محاولة للتغطية على الجريمة الأصلية.. واستغلال المشاعر المتأججة ضد المشروع الصفوي الرافضي."

وشنت الجبهة السلفية، بحسب بيان حصلت عليه CNN بالعربية، هجوماً حاداً على النظام القضائي المعمول به في السعودية، وذكرت أن "هذه الأحكام مسيسة بشكل كامل، ولا يوجد قضاء شرعي في السعودية، إلا بعض شعارات وأسماء للخداع، وتبرير الظلم والقمع في ثوب الشريعة."

من جانبه، استنكر نائب رئيس "الدعوة السلفية"، ياسر برهامي، في تصريحات أوردها موقع "أنا السلفي" الثلاثاء، "هجوم الشيعة في إيران على السفارة السعودية"، مؤكداً أن "ما حدث مخالف للشريعة وللعهود والمواثيق بين الدول.. فالسفراء بمنزلة الرسل في الشريعة، ولا يجوز الاعتداء عليهم."

وحول الإعدامات التي تم تنفيذها في السعودية مؤخراً، قال برهامي إن "أحكام القضاء الشرعي لا يصح التعليق عليها، لأن القاضي هو الذي اطلع على التحقيقات، والله هو الذي يحاسبه على ما يقضي"، مشيراً إلى أن "كل المعلقين على إعدام الشيعي النمر، اتخذوا مواقفهم بناءً على قضايا سياسية."

وبالنسبة للبيان الصادر عن "الجبهة السلفية"، أكد نائب رئيس "الدعوة السلفية" أنها "عبارة عن جبهة قطبية، مكونة من أفراد من أنصار جماعة الإخوان، والمنتمين للفكر القطبي، تسمي نفسها بالسلفية للتلبيس على الناس، وفي الحقيقة، هي لا تمت بصلة للدعوة السلفية"، محذراً من الخلط بين الجماعتين.

كما أكد برهامي أن "مواقف الدعوة السلفية معلومة للجميع، من رفض زعزعة الاستقرار في البلاد العربية والإسلامية، كما أن مواقفها من التكفير، وكذلك من الشيعة، وضررهم وخطرهم ومحاولاتهم المستمرة لهدم الأمن في البلاد السنية، موقف واضح ومعروف."