القاهرة، مصر (CNN)-- توفي الكاتب الصحفي المصري، محمد حسنين هيكل، الأربعاء، عن عمر يناهز 93 عاما، بعد صراع مع المرض.
قال الكاتب الصحفي الكبير صلاح منتصر، أحد المقربين من هيكل، إن ما سيتم اكتشافه بعد وفاة "الأستاذ" سيكون أكبر بكثير من مكانته في حياته، وذلك فيما يتعلق بقيمته والرصيد الذي تركه وهويته وحضوره.
وأضاف منتصر، وهو من كبار كتاب مؤسسة "الأهرام" في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن هيكل "احترم قلمه وحافظ عليه وقام بالتواصل مع وطنه والعالم من خلال وسائل العصر".
وتابع بالقول: "أحيانا أتساءل لو لم يكن الأستاذ بجريدة الأهرام فكيف كانت ستكون إذن؟"، مشيرا إلى أن الكاتب الكبير كان يتمتع بصحة جيدة، ولم يتعب إلا خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضي حيث أصيب بالتهاب رئوي، كما عانى من مرض الفشل الكلوي، واستلزم ذلك إجرائه عدد من جلسات الغسيل الكلوي خلال الأيام الأخيرة.
وقال الكاتب الصحفي مصطفي بكري، إن مصر خسرت رمزا وطنيا ومهنيا كبيرا برحيل "الأستاذ" حيث ظل حتى اليوم الأخير مخلصا لفكرته ورؤيته، حتى في أصعب الظروف التي مر بها بأحد فترات حكم الرئيس الراحل أنور السادات، حيث أكد آنذاك "لا أعرف لنفسي وطنا ولا قدرا خارج مصر".
وأضاف في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية: "سنفتقد الأستاذ القيمة والقامة محمد حسنين هيكل أحد أكبر وأهم الكتاب و الصحفيين في العالم العربي، وكان شاهدا على الأحداث منذ عهد الملك فاروق وجمال عبد الناصر والسادات ومبارك والاخوان و حتى في حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث أكد الأخير في عدة مناسبات أنه الكاتب المفضل له كما كان يتابع حالته الصحية عن كثب.
وذكر بكري أنه كان يفضل دائما لقب "الجورنالجى"، وكان يتابع الأخبار وما خلف الكواليس كصحفي شاب وذلك إلى آخر يوم في عمره، لافتا إلى أنه كان مهموما بمصر.
وقال نقيب الصحفيين، يحيي قلاش، إن "وفاة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل خسارة كبيرة لمصر كلها وبخاصة الصحافة، موضحا أن هيكل كان قيمة استثنائية في تاريخ المهنة والنقابة ولن يعوض،" حسبما ذكرت بوابة "الأهرام" شبه الرسمية. وأكد قلاش أن هيكل استطاع أن يتخطى حدود مصر ليصل بقلمه إلى أبعد آفاق العالم، مشيرا إلى ترجمة مقالاته للعديد من اللغات، ومؤكدا أنه سيظل معلما في الصحافة والشارع السياسي.
ونعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الكاتب الصحفي الكبير، وقال إن مصر فقدت اليوم عَلَماً صحفياً قديراً، أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية.
وأضاف، في بيان، أن "الأستاذ أسس مدرسة صحفية متميزة جمعت بين التحليل السياسي وروعة الأسلوب الصحفي بلغة رصينة راقية أضفت مزيداً من الإعجاب والتقدير على مقالاته ومؤلفاته سواء الصحفية أو الفكرية".
وكان هيكل كتب في عام 2003 مقالا مطولا بعنوان "استئذان في الانصراف"، يعلن فيه اعتزاله العمل في الصحافة بعد بلوغه سن الثمانين، قبل أن يعود للعمل مجددا ببرامج تلفزيونية وكتابات في عدة صحف.
وعرُف هيكل بإثارته الجدل في شتى أنحاء الشرق الأوسط، بتصريحات تفاوتت بين انتقاد العملية العسكرية السعودية في اليمن، واتهام دول الخليج بالضعف وعدم القدرة على التأثير على الاتفاق النووي الإيراني، ودعوته الدول العربية لإقامة علاقات مع إيران، وتأكيده أن تنظيم "داعش" لا مستقبل له.