رأي: أوباما في السعودية بعد أيام.. هل سيسمع من الخليجيين أن إدارته باتت جزءا من المشكلة مع إيران؟

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
رأي: أوباما في السعودية بعد أيام.. هل سيسمع من الخليجيين أن إدارته باتت جزءا من المشكلة مع إيران؟
Credit: afp/getty images

مقال للكاتب أرون دافيد ميلر، رئيس وعضو في مركز وودرو ولسون الدولي للعلماء، نشر ميلر العديد من الأطروحات الأدبية والكتابات التي تخص بالمجال السياسي. المقابل يعكس وجهة نظر صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر CNN.

لندن، بريطانيا (CNN) -- تعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري إلى العراق وسيلة لتوطيد ثقة الدول العربية في أجندة الولايات المتحدة الأمريكية لمقاومة تنظيم داعش وإرسال إنذار محتمل لدولة إيران وفي حقيقة الأمر، لا يمكن أن نعتبر زيارة كيري تهديدا مباشرا لإيران خصوصا بعد الاتفاق التاريخي الذي شهده العالم بين أمريكا وإيران حول مشروعها النووي.

وسيُكسب الاتفاق النووي مع إيران كلا من إسرائيل ودول الجوار بعض الثقة في ظل تخوفهم من مساعي دولة إيران العسكرية، لكن لا يعني هذا عدم القلق من طموحات طهران العسكرية في المنطقة.

سيجد جون كيري نفسه في وضع لا يحسد عليه لدفاعه عن مشروع إيران النووي، خصوصا وأن دولة إيران ربما تلتزم ببنود الاتفاق حول مشروعها المثير للجدل، ولكنها – وكما قال الرئيس باراك أوباما نفسه – تخالف روحية بنوده، ولا يجد كيري ما يدافع به عن سياسته سوى القول بأن إيران ستكون أقل خطورة دون سلاح نووي، إذ لا يتفق قادة دول الخليج بالضرورة مع نوايا إيران وسياستها في المنطقة وبالأخص المملكة العربية السعودية.

لا تزال دول الخليج ترى أن نظام إيران العسكري يتجه إلى الأسوأ، وقد أكد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في أمريكا أن إيران تعتبر خطرا حقيقيا في المنطقة رغم أن دولته يمكن لها أن تستفيد من تطبيع العلاقات مع إيران، والغريب في الأمر هو استمرار الولايات المتحدة الأمريكية في التساهل مع إيران وتأكيدها ضرورة رفع العقوبات المفروضة عليها رغم كل التخوفات من دول الجوار التي تستغرب كثيرا التصرف الأمريكي.

لا يعتبر من المفاجئ استمرار إيران في فرض قوتها العسكرية إقليميا خصوصا بعد تجربة صاروخها الباليستي الذي بدوره يعد خرقا لقرار مجلس الأمن رقم 2231، كما وأن إيران لا تزال تزود مقاتلي الحوثي بأسلحة وتدعم إيران بدورها نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتآزر تنظيم ميليشيات شيعية تنشط في العراق، مما جعل وزير الخارجية البحريني خالد بن حمد آل خليفة يصّرح لجون كيري علنا أن هيمنة إيران العسكرية في المنطقة تنتشر بدون توقف.

المحير في الأمر أن مساعي أحزاب الإصلاح والمعارضة في إيران أتت لنهاية مبكرة عندما عارض الزعيم الأكبر في إيران علي خامنئي تصريحا لرئيس إيران السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني حول وجوب دعم الحوار السياسي وضرورة عدم استخدام القنابل والأسلحة مشيدا بدوره لمشروع اختبار الصاروخ الباليستي.

لا تزال الشكوك تدور حول مساعي الولايات المتحدة الأمريكية في نشر السلام في المنطقة، والتخوف الأكبر يأتي من حلفاء أمريكا وهم كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، ولا شك في أن إدارة أوباما لا تزال تضمد جراح إخفاقها في حربي العراق وأفغانستان وفي ظل نكسة هبوط أسعار النفط في الآونة الأخيرة، سيكون من المحتمل عزوف الإدارة الأمريكية التدخل في الشرق الأوسط مما يؤرق بدوره العلاقة مع حلفائها.

عندما يزور الرئيس باراك أوباما السعودية خلال الشهر الجاري، سيجد أن السعوديين وسواهم في المنطقة على قناعة كاملة بأن إيران هي جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل، بل قد يصل الأمر بهم إلى البدء في التفكير بأن إدارة أوباما نفسها هي جزء من المشكلة أيضا.