عمان، الأردن (CNN)-- رحبت الحكومة الأردنية بمشروع ربط السعودية بمصر عبر الجسر البري ترحيبا أوليا، وأكدت توجهها لإجراء دراسة لقياس الآثار المترتبة على المملكة اقتصاديا في حال تنفيذه، فيما دعا نواب في البرلمان الحكومة الى الاستفادة من المشروع.
وقال وزير النقل الأردني أيمن حتاحت في تصريح خاص لموقع CNN بالعربية مساء الاثنين، إن الأردن يرحب بأي مشروع نهضوي عربي استراتيجي، مؤكدا أن الحكومة الآن بصدد إجراء دراسة جدوى للآثار المترتبة على المشروع وانعكاسات على الاقتصاد الأردني.
وأضاف حتاحت: "نحن نرحب في الأردن دائما بأي مشروع اقتصادي اجتماعي تنموي يربط الدول العربية ببعضها البعض، من حيث الفكرة العامة نرحب بهذا المشروع ترحيبا كبيرا جدا."
وحول إبداء بعض الاوساط النيابية خشيتها من الانعكاسات السلبية على الاقتصاد الأردني، والإضرار بمنطقة العقبة الاقتصادية التي تربط المملكة بمصر، قال: "الحكومة ستجري دراسة معمقة حول الاثار المترتبة على المشروع وربما سيكون هناك أثر إيجابي كبير على الأردن أو العكس، ولكن لا يجوز أن نقرر قبل إجراء دراسة كاملة وقياس العوائد الايجابية أو لا قدر الله تلك التي قد تتعارض مع مصالحنا.. بالعكس نحن نتنظر خلاصات الدراسة وعلى ضوئها سيكون لنا موقف رسمي نهائي."
ايضا: (تزامنا مع إعلان الجسر البري بين مصر والسعودية: روسيا وإيران تبحثان ربط بحر قزوين بالخليج)
ورأى الوزير الأردني أن أية دراسة في هذا الشأن لابد أن تكون دراسة متأنية وبالتشاور مع الجانبين المصري والسعودي، ووفق أسس علمية، لا وفق "ردود فعل عشوائية"، على حد تعبيره.
وأضاف: "الأردن دوما يرحب بأي تقارب وبأي تعاون عربي عربي من أجل تحقيق تنمية اقتصادية اجتماعية سياسية مشتركة بين الدول العربية".
وتأتي تصريحات الوزير في أعقاب زيارة ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة، والتي أصدر فيها الديوان الملكي الأردني بيانا مطولا، أكد على التعاون الاقتصادي المشترك وتعزيز الاستثمارات وحجم التبادل التجاري.
قد يهمك: (بالفيديو.. الملك سلمان أمام مجلس النواب المصري: سنعمل سوياً لإنشاء القوة العربية المشتركة)
في أثناء ذلك، وقع 30 نائبا في البرلمان الأردني الاثنين مذكرة مطلبية إلى الحكومة تبناها النائب خليل عطية، ودعت فيها إلى التحرك السريع للتفاوض مع الجانبين السعودي والمصري لوضع آلية للاستفادة من مشروع الجسر.
وقال عطية في تصريحات لموقع CNN بالعربية: "إن المذكرة لا تتحدث عن رفض المشروع، بل دعوة للحكومة للاستفادة منه خشية ترتب آثارا سلبية على السياحة والاستثمار في البلاد، عبر منطقة العقبة الاقتصادية ومينائها، التي تعتبر منفذا رئيسيا للبضائع والركاب والسياح."
وبحسب تصريحات سابقة لمدير عام شركة الجسر العربي للملاحة التي تربط نويبع المصرية بالعقبة الأردنية، لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، حسين الصعوب، فإن الشركة تنقل سنويا نحو 60 ألف شاحنة بضائع سنويا وما يزيد على 600 ألف راكب في خطوط متعددة."
وتستحوذ الشركة الأردنية المصرية العراقية، على ما يتراوح بين 7 و10 في المائة من الاقتصاد الجزئي لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
من جانبه، حمّل النائب في البرلمان الدكتور محمد القطاطشة الحكومة الحالية والحكومات المتعاقبة مسؤولية أية آثار سلبية محتملة تنجم عن إنشاء الجسر البري السعودي المصري، لتجاهلها تطوير شبكات النقل البرية جنوب البلاد.
وقال القطاطشة لموقع CNN بالعربية، إن الأردن كان يستطيع إنشاء شبكة قطارات في الجنوب لكنها لم تفكر في ذلك، معتقدا أن هناك خطورة على النقل البري والبحري الأردني.
وانتقد القطاطشة ما وصفه بتقصير الحكومة في إدارة الملفات الإقليمية وملف اللجوء السوري وقال: "على الحكومة الأردنية التي قصرت في تعاطيها مع الاقليم والنظام الاقليمي العربي أن تتحمل ذلك.. كنا قد طالبنا رئيس الوزراء عبدالله النسور تحقيق مكاسب تنموية أثر اللحاق بركب مكافحة الارهاب وأن يطلب أن يكون جزء من اللجوء السوري في الخليج لكنه لم يفعل ونحن الوحيدون الذين خسرنا من أزمة اللجوء وأزمة انفتاح الآخرين على الإقليم."
ويشكل المشروع تجسيدا لمصالح استراتيجية بين السعودية ومصر بحسب القطاطشة الذي انتقد عدم توجه حكومة بلاده إلى تشدين مشاريع مشابهة، وقال: "الأردن يجب أن ندخل في سياق هذا المشروع ولا يجب أن نقف ضده أين هي الدبلوماسية الأردنية".