القاهرة، مصر (CNN) -- أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن جزيرتي صنافير وتيران سعوديتان بموجب جميع المعاهدات والوثائق، واستنكر أسلوب تناول القضية في الإعلام وفي الشارع العام، مشددا على أن مصر "لم تفرط أبدا في ذرة رمل،" وذلك خلال لقائه بممثلي فئات المجتمع المدني، الأربعاء.
إذ قال السيسي: "إحنا لا بنبيع أرضنا لحد، وكمان ما بناخدش أرض حد، إحنا ما بنديش أرضنا لحد، وكمان ما بناخدش حق حد.. ما بنعملش مؤامرات ضد حد، وما بنتدخلش بالسلب ضد حد، وما بنعملش تحالفات مع حد ضد حد،" وأشار إلى ما وصفه بـ"الانتحار القومي" حيث يُشكك الجميع في كل شيء ولا يثقون في بعضهم، واعتبر ذلك "ضربة للإرادة المصرية"، مستنكرا حالة الشك وعدم الثقة التي تتفشى بين الشعب المصري.
وأكد السيسي أن مصر "لا تفرط في ذرة من حقوقها، ولا تمس حقوق الآخرين،" وعن تعيين الحدود مع السعودية، قال: "إحنا ما فرطناش في حق لينا، وإدينا الناس حقها.. جملة واحدة، مصر لم تفرط أبدا في ذرة رمل من حقوقها وأعطتها للآخرين أو للسعودية، ده ما حصلش."
وشرح السيسي أن عدم الإعلان عن قضية رسم الحدود قبل زيارة العاهل السعودي، كان قرارا اتُخذ لكيلا يتم إيذاء الرأي العام في الدولتين، قائلا: "هذا الموضوع لم يتم تداوله قبل كده، حتى المراسلات والمكاتبات اللي كانت بتعني هذا الموضوع ما كانتش بتتطرح حتى لا تؤذي الرأي العام في البلدين.. وفي تعيين الحدود لم نخرج عن القرار الجمهوري اللي صدر من 26 سنة، واللي تم إيداعه بالأمم المتحدة.. الكلام ده اشتغلنا فيه، مش إحنا، اللي قبلنا، سنة 90، بناء على مطالبات من المملكة العربية السعودية بأهمية استعادة الجزر."
وقال السيسي عن "تداعيات ردود الفعل على العلاقات السعودية المصرية": "أنا خدت الضربة في صدري، لكن لو كنت أعلنت عليكم يا مصريين الموضوع ده من 8 شهور كنا حنخش في السياق اللي احنا فيه ده على مدى 8 شهور.. طريقتنا في تناول الموضوع والتعامل معاه بتؤذينا وتُضعف موقفنا."
وعلق السيسي قائلا إنه سعيد برد فعل الشعب المصري: "غيرتكم على بلدكم أمر يسعدني، ويسعد كل وطني،" ولكنه استطرد: "ساعات من غير ما نقصد بنسيء لنفسنا ولمصر،" في إشارة لما اعتبره الأسلوب الخاطئ لتناول ملف الجزيرتين. وتساءل السيسي عن تشكيك الشعب في السلطات، قائلا: "لازم تطمنوا مش على جزيرتين، تطمنوا على الراجل اللى انتو أمّنتوه على بلدكم وعلى أرضكم وعرضكم."
وأضاف السيسي: "في ظروفنا الاقتصادية الصعبة دي، كان ممكن نفكر أفكار شريرة.. إنه نقوم نقفز على بلد ناخد خيرها، كان ممكن أوي، والظروف كلها كانت سامحة ولازالت، إن إحنا يوم نعتدي على دولة... ولكن أبدا لن يمكن أن نعتدى على أشقائنا ونستبيح أرضهم، علشان ناخد حاجة من هناك.. لكن علمتني دي والدتى، قالتلى ما تطمعش للي في إيد الناس حتى لو كان اللي في إيد والدك، ما تطمعش، ما تبصش ليه.. اللى عطا الناس يعطيك".