معاناة حامد كمال بن حيدرة في سجن يمني -رأي لجواد مبروكي

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير جواد مبروكي
معاناة حامد كمال بن حيدرة في سجن يمني -رأي لجواد مبروكي
Credit: Peter Macdiarmid/Getty Images)

هذا المقال بقلم جواد مبروكي، ولا يعبّر عن رأي شبكة CNN.

--أنا طبيب نفساني، وأتواجه كل يوم مع ألم ومعاناة الآخرين.

المعاناة والألم والتعذيب والحرمان من الحرية، والحرمان من العيش مع عائلته، الحرمان من رؤية أولاده والاستمتاع بعائلته، والحرمان من العمل، وترك العائلة من غير مورد والأطفال من غير أب والزوجة بلا زوج.

كل هذه المعاناة مع إمكانية عدم العيش عيشة الحرية أبدا، وفقدان الشعور بفرحة  التواجد مع العائلة. كل تلك المعاناة مع احتمال انتزاع حياته وإرساله ليعانق الموت.

هذه هي قصة حامد كمال بن حيدرة، كما ترويها الأخبار الواردة من اليمن، والذي تم اعتقاله في 03 ديسمبر 2013م، من منطقة عمله في بلحاف -محافظة شبوة- حيث كان يعمل موظفافي شركة النفط.

إن السيد حامد بن حيدرة، مازال يقبع في السجن لما يقرب من ثلاث سنوات، مهددا بعقوبة الإعدام،لأنه مواطن صالح في خدمة بلاده دائما، لأن لديه زوجة وأطفالا وأسرة يعيلها، إنه في السجن مهدد بالإعدام لأنه يؤمن بالله ويحترم جميع الأديان ويعمل من أجل السلام في الحي الذي يسكن فيه وفي مدينته وفي بلده.

هل الإيمان بالله الواحد جريمة تستحق عقوبة الإعدام؟ أيعدم لأن دينه يعلمه الحب والخير والاحترام والكرم، والرحمة وخدمة إخوانه في البشرية كيفما كان دينهم أو عرقهم أو أصلهم أو وطنهم؟
أيحل إدانة أب، زوج، مواطن، إنسان لمجرد أنه بهائي، لأنه يعتقد في إله واحد، إله الجميع؟

فالحكم على حامد بالموت وحجزه في السجن هو إدانة لكل أفراد عائلته وأولاده وزوجته وإخوانه وأخواته. إنه إدانة للبشرية جمعاء.

أنا طبيب نفساني، وأنا أتواجه كل يوم مع الألم ومعاناة الآخرين.
بماذا  يشعر حامد يا ترى؟ كيف يعيش حامد الآن ؟ ما الذي يعانيه الآن حامد وأسرته؟ من الألم والحزن والمعاناة ؟.

في مهنتي، فالألم والمعاناة يتناسبان مع درجة الظلم، كلما كان الظلم أكثر حضورا وقويا، كلما كان ألم الشخص أكثر شدة. هذه المعاناة التي يولدها الظلم لا تطاق، إنها انتهاك لكرامة الإنسان. هذه الكرامة عندما تداس تدفع الشخص لوضع حد لحياته، كما علمنا تاريخ  الإنسانية دائما ومايزال يعلمنا باستمرار.

تخيل نفسك في السجن الآن، مظلوما، مسلوب الحقوق والكرامة، حبك لذاتك تدوسه الأقدام،  تحول إلى لا شيء، أقل من الغبار، وأنك لن تنال حظك من العدالة وقد  يتم الحكم عليك بالإعدام! تخيل ألمك ومعاناتك!

تصور أنهم سيحرمونك من الحياة لمجرد إيمانك! اغمض عينيك، تخيل نفسك في زنزانة مظلمة، نائما في البرد وفي القذارة، بلا أمل في معانقة  الحرية وفي انتظار الإعدام، كلما سمعت وقع أقدام حراس السجن، في أي وقت، توقّعت أنهم قادمون نحوك من أجل إخراجك من زنزانتك لإعدامك.

اغلق عينيك مرة أخرى، تخيل والدك يعاني في السجن، وأنك محروم من رؤيته، محروم من أن تعيش معه وتستمتع بحبه، وأنك تنتظر في كل وقت أن يخبروك بالمجيء لاستلام جثته لدفنها.
هل يمكنك التخيل أم لا؟

هل يستحق حامد وأولاده وزوجته أن يعيشوا نسبة   1%من الألم الذي تخيلته للتو؟
هل نحن أسرة واحدة أم لا؟

تعرّف أكثر على الموضوع: بهائيو اليمن يطالبون بإطلاق سراح فرد من طائفتهم متهم بـ"التجسس لإسرائيل"