نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تقدمت عائلة الصحفي الأمريكي، ستيفن سوتلوف بدعوى قضائية ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، مطالبة إياه بضرورة دفع تعويضات مالية لها عن مقتله بسبب تحميلها له مسؤولية تشكيل ودعم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، واستعانت في سبيل إثبات ذلك بتقارير وشهادات تثبت ضلوع النظام في ظهور التنظيم لصرف الانتباه الغربي عن إسقاط الأسد.
وقالت العائلة في الدعوى المقدمة بالمحاكم الأمريكية إن ستيفن سوتلوف "أخ وابن محب وقد سافر إلى سوريا لتغطية الأحداث فيها صحفيا حيث تعرض للاختطاف في الرابع من أغسطس/آب 2013 وجرى قتله بقطع رأسه في الثاني من سبتمبر/أيلول 2014 على يد تنظيم داعش الذي يستفيد من الدعم المادي الكبير المقدم من النظام السوري."
وأضافت الدعوى الواقعة في 21 صفحة، أن نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، "ساعد على خلق تنظيم داعش وقدم له المساعدة الكبيرة لاحقا رغم أنه ظهر بمظهر العدو المزيف له في الحرب الأهلية السورية لمواجهة المعارضة المعتدلة ولتقوية الموقع التفاوضي للنظام السوري بمواجهة دول الغرب التي تطالب بإنهاء حكم الأسد."
واتهمت الدعوى الأسد بتقديم الدعم المالي لداعش وكذلك الدعم اللوجستي والجوي عبر ضربات سلاح الجو وكذلك عبر معلومات استخبارية كان يقدمها له ضباط مخابرات زرعهم بصفوفه، معتبرة أن قتل سوتلوف أفاد نظام الأسد الذي حوّل أنظار الدول الكبرى في الغرب من الإطاحة به إلى السعي لتدمير داعش وتحويل النظام إلى "حليف الضرورة" بالحرب معه.
رأي: مقتل علوش واستهداف المعارضة بدلا من داعش.. الأسد يحاول حصر الاختيار بين النظام والتنظيم
وذكرت الدعوى بتصنيف النظام السوري ضمن الدول الراعية للإرهاب بأمريكا عام 1979. كما لفتت إلى حكم قضائي أمريكي سابق يعود لعام 2008 حمّلت فيه المحاكم الأمريكية للنظام السوري المسؤولية عن قطع رأس اثنين من المتعاقدين الأمنيين الأمريكيين بالعراق بسبب الدعم الذي كانت تقدمه لتنظيم القاعدة في العراق منذ عام 2003، علما أن ذلك التنظيم شكل النواة الأساسية لداعش.
واستعانت الدعوى بمقابلات مع قيادات عسكرية سورية سابقة أو منشقة وبتقارير لمراقبين تشير إلى دور النظام السوري في إخراج كبار قادة داعش من السجون وتوفير المساعدة لهم وتسليحهم لبناء تشكيلات عسكرية. كما أوردت ما ذكره مسؤولون في الإدارتين الأمريكية والبريطانية عن استفادة النظام السوري من نفط داعش وتوفير المعونة الفنية له بالمقابل لإدارة الحقول وكذلك دعمه جويا في المعارك التي يخوضها التنظيم مع المعارضة المعتدلة.