نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قال فريد زكريا، المحلل السياسي ومقدم برنامج GPS على شبكة CNN إن هناك مواطن قوة في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" وهو الأمر الذي يتخوف منه الغرب حول إمكانية استمرار تأثيره بعد دحر التنظيم.
وأوضح زكريا: "إذا نظرنا إلى داعش، ولنفترض أننا دحرنا التنظيم، فإن نقطة قوته الرئيسية من وجهتي نظر أمريكية وغربية هي قدرته على تجنيد المقاتلين ودفعهم إلى السفر لمناطق نفوذه وتدريبهم وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية كما حصل في هجوم سان برناردينيو، وقد كنت أحاول الإجابة على سؤال هو: لماذا؟ أين تكمن قوة أفكارهم أو أيديولوجيتهم؟ وكنت كذلك أسعى للرد على ما طرحه دونالد ترامب على مذيع CNN أندرسون كوبر بأن الإسلام يكرهنا، فرد عليه كوبر بسؤاله: هل تقصد الإسلام برمته أم الإسلام المتطرف فقط؟ فرد ترامب: حاول الرد على السؤال وقد تحصل على جائزة بولتزر للصحافة."
اقرأ: (فريد زكريا ردا على ترامب: دعوته هي بداية كل ما هو سيء كما حصل بالعراق والبلقان)
وتابع المحلل السياسي: "ما أدهشني هو أن الناس الذين أمضوا وقتا طويلا مع الجهاديين وانخرطوا في عمليات استجواب أو حاولوا فهم هوية هؤلاء الناس خرجوا بانطباع بأن الأمر ليس له صلة بالدين. وجهة نظرهم هي أن الجهاديين هم مجموعة من الشباب صغار السن الذين يمكن التأثير عليهم بسهولة ويعانون من العزلة الاجتماعية وقد كانوا متطرفين في حياتهم قبل أن يكونوا إسلاميين، أي أنهم كانوا متطرفين في الأصل ويبحثون عن أيديولوجية تسمح لهم بالاحتجاج على ما يرونه حولهم، حتى أن فيل مون، الذي يشرف على فريق الاستجواب في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI، قال إن المتشددين يذكرونه بالأولاد الأيرلنديين في شبابه الذين كانوا منخرطين في عقلية العصابات. بالطبع الدين أمر في غاية الأهمية، وقد خصصنا جزءا من المادة التي ننوي عرضها عن القرآن وكيفية توظيفه أو إساءة توظيفه في هذه الأيديولوجيا ولكننا دُهشنا أيضا بكيفية جذب الشباب للتطرف بناء على عقلية العصابة وحب المغامرة."
أيضا: (فريد زكريا لـCNN: سياسي عراقي بارز أخبرني أن بلاده قد لا تصمد كأمة باستمرار تراجع أسعار النفط)
وحول الملف السوري وإعلان امريكا نيتها ارسال 250 جنديا إضافيا، قال زكريا: "كلا على الأغلب. أظن أن المشكلة الأساسية التي نواجهها في سوريا هي غياب وجود أي قوة محلية لديها القدرة العسكرية والشرعية السياسية التي تسمح لنا بدعمها من أجل إلحاق الهزيمة بداعش. بالطبع يمكننا نشر قوة من 20 ألف جندي لمقاتلة داعش، لكن ماذا ستكون النتيجة بعد ذلك؟ من سيتولى السيطرة على الأرض وإدارة الأمور ومن هي القوة السياسية التي ستتولى زمام المبادرة؟ ليس لدينا إجابات على هذه الأسئلة بعد."
قد يهمك أيضا: (فريد زكريا لـCNN: الإسلام المتطرف لا يحمل أجوبة للعصر الحديث وستتجاوزه أمريكا مثل تجاوزها للشيوعية والفاشية)
واضاف: "أعتقد أن هذه القوة العسكرية الأمريكية الصغيرة الحجم ستعمل لتعزيز المكاسب على الأرض وتطوير الاستراتيجية التي تحقق الآن مكاسب تكتيكية على الأرض بانتظار الانتصار الاستراتيجي المنتظر، والمتمثل بإيجاد قوة سورية محلية يمكنها ضرب داعش عسكريا وسياسيا."