دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- زعم الرئيس السوري، بشار الأسد، في مقابلة مع قناة "NBC" الأمريكية، أنه في حال "توقفت السعودية وقطر وتركيا دعمها للإرهاب" سيستطيع النظام السوري الانتصار في الحرب التي مزقت الدولة منذ ستة أعوام "في بضعة أشهر" على حد قوله، ومضيفا أنه لا يكترث بالبقاء في السلطة وأن الأمر يعود إلى إرادة الشعب السوري، وأن وزيرا الخارجية الأمريكية والروسية، جون كيري وسيرغي لافروف، لم يتحدثا معه عن الانتقال السياسي.
وأضاف الأسد، في المقابلة التي نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" نصها، ردا على سؤال حول الوقت الذي سيستغرقه "ربح الحرب" أن الأمر يرتبط بعدة عوامل أهما هي الفترة الزمنية التي سيستمر فيها "داعمو أولئك الإرهابيين بدعمهم، خصوصا تركيا وقطر والسعودية، بمصادقة من بعض الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة.. إذا توقف ذلك الدعم، فإن الأمر لن يستغرق أكثر من بضعة أشهر،" على حد قوله.
وتابع بالقول إن الأمر سيعتمد أيضا على "حجم التجنيد الذي تقوم به تركيا بأموال سعودية، لإدخال مزيد من الإرهابيين إلى سورية، إن هدفهم هو إطالة أمد الحرب، وبالتالي فإنهم يستطيعون إطالتها إذا أرادوا،" على حد تعبيره.
واعتبر الأسد الدعم الروسي للجيش السوري "العامل الحاسم في ترجيح كفة الحرب ضد الإرهابيين،" ومضيفا: "نحن مدينون لكل من وقف بجانبنا، الروس والإيرانيين وحتى الصينيين وقفوا إلى جانبنا، لكن كل بطريقته، سواءً سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً،" كما وصف علاقته بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بأنها "صريحة ونزيهة جدا وقائمة على الاحترام المتبادل،" مؤكدا أن بوتين لم يطلب من سوريا أو منه شخصيا شيئا مقابل دعم الجيش السوري للنظام السوري.
ومن جانب آخر استنكر الأسد ما وصفه بتدخل الولايات المتحدة "دون دعوة قانونية رسمية من الحكومة السورية" في الحرب، واصفا الضربات التي نفذتها القوات الجوية الأمريكية ضد "داعش" في سوريا بأنها "غير شرعية".
اقرأ.. الأسد: أردوغان خطط لسلطنة إخوانية وإيران لم ترسل جيشا لدعمي.. الغرب وتركيا يدعمان جبهة النصرة وداعش
ونفى الأسد تحدث لافروف أو كيري معه حول عملية الانتقال السياسي، وتطرق إلى سياسية الإدارة الأمريكية الخارجية التي تسعى لرحيله من السلطة قائلا إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، "أخفق" في إزالته من السلطة، وعلق: "بالنسبة لي، الحرب ليست من أجل بقائي في منصبي بل من أجل استعادة سوريا، ولا يهمني إذا بقيت أو لا إذا لم يكن السوريون يريدون مني أن أكون في منصبي، ولا أكترث لما يريده الرؤساء الآخرون،" على حد زعمه.
وتطرق حوار المقابلة إلى الاتهامات العالمية للنظام السوري باستخدام التجويع والحصار كأسلحة حرب وتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية عن ذلك، قال الأسد: "لنفترض أن ما تقوله صحيح، أنت تتحدث عن منطقة يحاصرها الجيش منذ سنوات، ليست لديهم أغذية ولا أساسيات العيش لأن الحكومة لا تسمح بإدخالها، لكن في الوقت نفسه فهم يحاربون منذ سنتين ويقصفوننا من مناطقهم بقذائف الهاون ويقتلون المدنيين."
وبرر الأسد حصار بعض المدن، قائلا: "كيف نمنعهم من الحصول على الغذاء ولا نمنعهم من الحصول على الأسلحة ليقتلونا؟ إما أن نحاصر كل شيء أو أن نسمح بكل شيء،" واستشهد بمقاطع فيديو تُظهر "القوافل القادمة من الأمم المتحدة إلى كل تلك المناطق وإلا كيف ظلوا على قيد الحياة لسنوات إذا كانوا محاصرين منذ سنوات،" معلقا أن العالم يتحدث عما وصفها بـ"نفس الرواية ويكررونها ويعيدون تكرارها، لكن الناس ما زالوا أحياء،" وتساءل: "كيف تمكنوا من البقاء أحياء دون غذاء؟"
واختتم الأسد حواره بأنه يأمل أن يتذكره التاريخ بأنه "الرجل الذي حمى بلاده من الإرهاب ومن التدخل وحافظ على سيادة ووحدة أراضيه،" وردا على التقارير التي تصفه بأنه "ديكتاتور قاس تلوثت يداه بالدماء وأن الدماء التي على يديه أكثر حتى من تلك التي كانت على يدي والده،" قال الأسد: "سأستخدم مثال الطبيب الذي يقطع يد مريض مصاب بالغرغرينا لإنقاذ المريض، لا تقول عندها إنه طبيب قاس، إنه يقوم بعمله لإنقاذ بقية الجسم.. وهكذا، فعندما تحمي بلادك من الإرهابيين وتقتلهم وتهزمهم فإنك لا تكون قاسيا بل تكون وطنيا،" على حد تعبيره.