القاهرة، مصر(CNN)-- انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لشاب قال للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنه لم يمنحه صوته في الانتخابات الرئيسية الماضية، خلال زيارة الرئيس للدارسين في البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، نهاية الأسبوع الماضي.
هذا الشاب هو حسام حسن جادو (30 عاما)، مدرس مساعد بكلية التربية الرياضية بجامعة بنها. وفي حوار مع CNN بالعربية، قال جادو إنه لم يتردد في أن يصارح الرئيس بتوجهاته السياسية قبل عامين، وإنه لم يكن يعرف بزيارة الرئيس، ولم يوجه له اللوم من أحد.
وأكد أن الانتماءات السياسية ليست أمرا جامدا، ولكنها تتغير بتغير الظروف، وتمنى أن يأخذ المسؤولون الرئيس قدوة لهم في الاختلاف في الرأي، لأن الاستقطاب الفكري هو أكبر مشكلة تواجه مصر حاليا.
وجاء حواره كالتالي:
من هو حسام حسن جادو؟
أنا من مواليد 30 يناير 1986، حاصل على بكالوريوس تربية رياضية جامعة بنها، وأول دفعت بامتياز مع مرتبة الشرف، ومعيد في الجامعة، ورفعت دعوى قضائية على الجامعة لشعوري بالظلم.
لماذا رفعت قضية على الجامعة؟
لأني حصلت على ماجستير من فرنسا، وعادلت شهادة الماجستير من المجلس الأعلى للجامعات، وآخر من روسيا في الإدارة والتنظيم الرياضي، وبالرغم من ذلك لم أحصل على ترقيتي في الجامعة، ورغم أني قابلت وزير التعليم العالي في البرنامج الرئاسي، إلا أني لم أشكو له ما أتعرض له من تعنت في الجامعة.
قلت للرئيس إنك لم تمنحه صوتك في الانتخابات الرئاسية، فلمن منحت صوتك؟
منحته للمرشح حمدين صباحي، ولم أُبُطل صوتي كما قيل عني، رغم أني كنت أعلم إنه لن ينجح لصعوبة المنافسة، ولكن هكذا كانت قناعاتي وقتها.
ألم تخش من رد الفعل على صراحتك؟
تربيت على أن أقول رأيي بصراحة، ولم أفكر في أمر رد الفعل على كلامي.
هل وجه لك أحد اللوم على كلامك مع الرئيس عقب الزيارة؟
على الإطلاق، لم يتحدث أحد معي في أي أمر، والأمور كانت طبيعية جدا.
هل كنت تعرف بموعد زيارة الرئيس؟
لم نعرف بزيارة الرئيس إلا قبلها بحوالي 10 دقائق فقط، ولم تحدث إجراءات أمنية غير المتعارف عليها، حيث سُحبت التليفونات المحمولة والحقائب، وللعلم ذهبت هذا اليوم بالصدفة، حيث أن والدي يمر بظروف صحية صعبة بعض الشيء، وذهبت متأخرا حوالي ساعتين.
ما هو أصعب سؤال وجه للرئيس؟
الرئيس استقبل كل الأسئلة التي وصلت الى 18 سؤالا بصدر رحب، ولم ينزعج من أي سؤال وجه له، وأجاب على كل الأسئلة، منها أسئلة عن قضية تيران وصنافير، وسد النهضة، وتحركات إسرائيل في أفريقيا، وأزمة الدولار، والاختفاء القسري، ومستوى حقوق الإنسان في مصر، ولكنه طلب بعض الثقة في الدولة المصرية، وإن كان قد منح بعض العذر للمشككين.
ما هو انطباعك عن شخص السيسي؟
شخص يجيد ويحب الاستماع للآخرين، وأظن أن هناك من ينقل عنه كلاما غير صحيح، وإنسان إلى حد بعيد، وقد كسر الرئيس البروتوكول بدليل إنه استقبل 18 سؤالا وأجاب على كل الأسئلة، وكان حريصا على أن يذكر اسم صاحب كل سؤال.
بماذا خرجت من تلك المقابلة؟
خرجت بانطباع لو أن المسؤولين أخذوا الرئيس قدوة في الاختلاف في الرأي ستختلف البلد، وسيتغير الفكر كثيرا.
هل خرجت من خانة المعارضة للرئيس؟
الانتماءات السياسية ليست أمرا جامدا، وبشكل عام أنا ضد التطرف سواء من المعارضين أو المؤيدين، وللأسف البعض استغل معلومة أني لم أمنح صوتي للرئيس في الانتخابات الماضية حسب هواه، ولو حدثت انتخابات رئاسية الأن، قد أمنح صوتي للرئيس، لأني أشعر إنه يبذل جهدا كبيرا في عمله، ويستحق المساندة.
كيف انضممت للبرنامج؟
من على الإنترنت، وهناك شروطا للانضمام للبرنامج الرئيسي حسب المؤهل الدراسي، ثم هناك امتحانات في اللغتين العربية والإنجليزية، ثم مقابلة شخصية بعد النجاح في الامتحان، وتخطيت كل الاختبارات دون وساطة.
هل ترى فائدة لمثل هذا البرنامج؟
البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة أفادني كثيرا، وأصبحت أكثر استيعابا وإدراكا للأمور، وأشعر أن قناعاتي تبدلت في الكثير من الأمور.
هل تشعر أن هناك تغييرا يحدث في مصر؟
التغيير يأخذ وقتا طويلا للشعور به، ولكنه بدأ، ومصر ستتغير والأمر كله مسألة وقت.
ما هي أكبر مشكلة تواجه مصر حاليا من وجهة نظرك؟
المشكلة الأكبر التي تواجه مصر هي مشكلة الاستقطاب الفكري، لأنها لا تبني مجتمعا سويا، ولا بد من البحث عن حل لهذه الأزمة الحادة التي تفرق المصريين ولا تجمعهم.