تونس والمغرب تدينان محاولة الانقلاب في تركيا.. والجزائر تؤكد عدم وجود ضحايا من مواطنيها

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة

الجزائر (CNN)-- تطابقت مواقف تونس والمغرب إزاء محاولة الانقلاب في تركيا، بينما اكتفى الموقف الرسمي الجزائري بالقول إنه "لا يوجد جزائريون ضمن ضحايا الأحداث التي تعصف بتركيا إثر محاولة الانقلاب".

في تونس، عبّرت حركة النهضة التونسية في بيان وقعه رئيسها راشد الغنوشي، عن "رفضها وإدانتها المطلقة لهذه العملية الانقلابية التي تنتهك إرادة الشعب التركي ومؤسساته الدستورية الديمقراطية"، داعية سائر "القوى الديمقراطية في تونس والعالم العربي وعموم المنطقة إلى إدانة هذا المسلك الانقلابي الخطير والتشبث بالخيار الديمقراطي في إطار دولة المؤسسات والقانون".

وعلى إثر ما حدث في تركيا، أعربت الحركة عن "مطلق تضامنها مع الشعب التركي وقواه المدنية"، مؤكدة وقوفها إلى جانب الشرعية الديمقراطية"، كما حيّيت الحركة هبة الشعب الترك وسائر قواه السياسية وكذا صمود قوات الأمن ومكونات الجيش التي رفضت "الانصياع لهذا المخطط الانقلابي".

من جهته، أدان الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي لهذه "الحفنة من الانقلابيين الذين يريدون أن يفعلوا بتركيا مع فعله السيسي بمصر"، وأعرب المرزوقي عن دعمه "وكل التضامن مع الشعب التركي العظيم ومع الرئيس أردوغان والحكومة الشرعية المنبثقة عن انتخابات ديمقراطية حقيقية".

وقال المرزوقي، في بيان نشره في صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إن "تركيا اليوم هي النموّ والاستقلال الوطني وسيادة الشعب والهوية والتفتح ونصرة غزّة واحتضان ثلاثة ملايين سوري"، واصفا تركيا بـ "صديقة الأمة وصديقة شعبنا دون خلفيات إمبريالية ودون منّ أو تكبّر".

أما في المغرب، فقد أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، في بيان، أن المملكة المغربية "تتابع بقلق تطورات الأوضاع بتركيا"، وأضاف البيان أن المملكة المغربية "ترفض، من حيث المبدأ، أي استخدام للقوة من أجل تغيير النظام القائم وتدعو إلى المحافظة على النظام الدستوري في هذا البلد".

وفي السياق نفسه، تحدث عضو الحكومة وزير النقل والتجهيز عزيز الرباح، في صفحته على "فيسبوك"، عن أن المملكة ترفض الانقلاب وتؤكد على النظام الدستوري لتركيا وتتضامن مع تركيا المسلمة، معتبرا أن "القيادة والشعب عندما يتلاحمان يصنعان المعجزات ويضمنان الأمن والاستقرار والتقدم".

من جانبها، دعت جماعة "العدل والإحسان" على لسان مسؤول مكتب العلاقات الخارجية محمد حمداوي، العالم إلى "أن يرفض ويعارض بكل وضوح هذه المحاولة الانقلابية على الشرعية في تركيا"، وأعرب حمداوي في تدوينة عبر حسابه في فيسبوك عن "كل التضامن مع الشعب التركي ومع حكومته المنتخبة".

من جهته، اعتبر حزب الاستقلال أن "ما قامت به مجموعة مخبولة من الجيش التركي، لا يختلف عن الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تقوم به التنظيمات المتطرفة"، وأكد البيان، أن "المكان الحقيقي للجيش هو الثكنات، وأن دوره الرئيسي هو حماية حدود الدولة من أي عدوان خارجي".

وفي الجزائر، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي شريف، إلى أن مصالح "الدبلوماسية والقنصلية بأنقرة وإسطنبول تتابع عن كثب تطورات الوضع وهي تعمل بالتعاون الوثيق مع تمثيلية الخطوط الجوية الجزائرية من أجل أن تتم اليوم السبت، إن أمكن، إعادة المسافرين الجزائريين العالقين إثر غلق مطار أتاتورك في اسطنبول"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء المحلية.

أما على الصعيد الحزبي، استنكرت حركة مجتمع السلم (أكبر حزب معارض)، في بيان لها نشرته على موقعها، ما أسمته "الفعل الانقلابي العسكري على الديمقراطية واختيارات الأمة"، معربة بشكل مباشر على "انحيازها التام والكامل لإرادة الشعوب في الديمقراطية والحرية والاستقرار وحماية مكتسباتها السياسية والاقتصادية والقيمية وحقها في السيادة على قرارها ومقدراتها الاستراتيجية".

وصرح الناطق الرسمي لحزب جبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم في البلاد)، حسين خلدون، لـCNN بالعربية، أنه عملا بالمبادئ التي تقوم عليها السياسة الجزائرية، "نحن ندين الانقلاب وكذا ندين كل أشكال العنف للوصول إلى السلطة أو من اجل البقاء في السلطة"، مشيرا إلى أن ما حدث مساء الجمعة في تركيا فيه "عبرة لمن أراد أن يعتبر، بأن الحياة السياسية في أي دولة مهما كان النظام السياسي القائم فيها، لابد أن تقوم على أساس احترام إرادة الشعب".

ورغم تحفظ الحركة الديمقراطية الاجتماعية (حزب ذو توجه شيوعي) على سياسة تركيا و"مواقف رئيسها أردوغان إزاء عدة قضايا إقليمية ودولية كالتدخل في الشؤون الداخلية للدول ودعم بعض الحركات الجهادية"، وفقا لما أكده المنسق الوطني للحزب حميد فرحي لـ CNN بالعربية، بيد أن الحزب يرفض "أي محاولة انقلاب على الشرعية الشعبية في أي دولة من دول العالم"، حسب المتحدث.