محكمة أمن الدولة الأردنية تقضي بالإعدام لمنفذ الهجوم على مخابرات البقعة

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
محكمة أمن الدولة الأردنية تقضي بالإعدام لمنفذ الهجوم على مخابرات البقعة
Credit: GETTY IMAGES

عمان، الأردن (CNN)-- قضت محكمة أمن الدولة الأردنية، الخميس، بالإعدام شنقا على منفذ الهجوم على مقر المخابرات العامة في منطقة عين الباشا شمالي العاصمة عمان في رمضان الماضي، وقتل فيه 5 من مرتبات المخابرات باستخدام سلاح ناري، فيما حكمت بالسجن لعام واحد على المتهم الثاني الذي كان قد باعه سلاحا ناريا قبل أشهر وتم ضبطه مع منفذ الهجوم.

وأصدرت هيئة المحكمة حكم الإعدام، على القاتل محمود حسن المشارفة (27 عاما)، منفذ الهجوم على مكتب مخابرات البقعة التابع للواء عين الباشا، بموجب تهمتي القيام بأعمال إرهابية أفضت إلى موت إنسان والقيام بأعمال إرهابية باستخدام الأسلحة.

كما حكمت المحكمة أيضا بالحبس لمدة سنة على الأردني سامي أبو عمر، المتهم الثاني في القضية، بعد أن عدّلت المحكمة التهمة الموجهة إليه من جناية بيع أسلحة بقصد استعمالها على وجه غير مشروع إلى جنحة بيع أسلحة وإدانته بحدود التهمة المعدلة والحكم عليه بالحبس لمدة سنة.

وقال عبد الحكيم العسيلي محامي أبو عمر، في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، إنه ترافع عن موكله أبو عمر، لقناعته بعدم ضلوعه بأي شبهة عمل إرهابي، مبينا أن المسدس الذي باعه للقاتل، تمت بالصدفة، كما أنه لم يستخدم بالهجوم الإرهابي لكن تم ضبطه معه.

ونقل العسيلي مشاهدته عن المشارفة الذي جلس على مقربة منه خلال جلسة النطق بالحكم، وقال إن "أعصابه كانت باردة جدا"، وأضاف: "لقد قال بصوت منخفض نسأل الله القبول فور النطق بالحكم وقد سمعته آنذاك".

وعن موكله أبو عمر 38 عاما والذي يعمل في أعمال الدهان، قال العسيلي: "الجرم لم يتم ارتكابه بالسلاح الذي باعه موكلي للمجرم بل باستخدام سلاح الحارس الأمني الذي كان على باب مكتب المخابرات لكنه كان متسلحا به وموكلي ليس تاجر سلاح وهو شخص اعتيادي يعمل دهينا".

وعن وقائع بيع السلاح، بين العسيلي أن أبو عمر قد مر بضائقة مالية في شهر يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري، وقد التقى بالقاتل بطريق الصدفة في منطقة الوحدات الذي كان يبحث عن قطعة سلاح.

وأضاف العسيلي قوله لـ CNN بالعربية: "عندما طلب القاتل سلاحا من موكلي سأله عن أسباب ذلك فأكد له أنه يريده لغايات عمله كحارس ليلي في مزرعة في منطقة الغور، واتفقا على السعر وباعه إياه، ونحن بفضل الله استطعنا أن نثبت ذلك في القضية، وهو أن موكلنا باع قطعة سلاح غير مرخصة للقاتل وهو جرم، لكننا استطعنا أن نحوله من جرم إرهابي إلى جرم فقط وقد نفينا جرم الإرهاب عن أبو عمر بفضل الله ولو كانت القضية متعلقة بالإرهاب لا أترافع عنه".

وحضر عن القاتل المشارفة محامي تم توكيله من قبل المحكمة، بعد أن تبرأت منه عائلته التي لم توكل له من جهتها محامي.

وبحسب مصادر أخرى خاصة حضرت الجلسة، أكدت لموقع CNN بالعربية عدم حضور أي من أقارب منفذ الهجوم المشارفة، وأن القاتل قام بتهنئة أبوعمر لصدور حكم مخفف عليه، ما أثار استغراب من حضروا الجلسة.

وكان المشارفة قد نفذ عملية الهجوم على مقر المخابرات فجر السادس من يونيو/ حزيران الماضي، وهو من سكان مخيم البقعة شمال العاصمة عمّان في لواء عين الباشا.

وتوارت عائلة المشارفة عن وسائل الإعلام منذ الإعلان عن الهجوم، باستثناء تصريح نقله شاشة التلفزيون الأردني عن والده بعد يوم واحد من الهجوم، دعا فيه السلطات الأردنية إنزال أقسى عقوبة بحق ابنه. 

 وترددت تصريحات لمقربين حول انتمائه منذ زمن للتيار السلفي الجهادي، حيث وسبق للمحكمة حبسه لعامين ونصف في قضية اتهم فيها عام 2012 بمحاولة التحاقه بجيش الاسلام السلفي في قطاع غزة، المؤيد لتنظيم "القاعدة".

واستمرت مراقبة المشارفة منذ محاكمته الأولى من قبل الأجهزة الأمنية، وتم استدعائه مرارا منذ خروجه من السجن في تلك القضية.

وأحدثت القضية جدلا واسعا في الشارع الأردني، بعدما ألقى مصلّون القبض على المشارفة في أحد المساجد في منطقة مجاورة للواء عين الباشا، وانتشرت مقاطع مصورة لعملية القبض عليه في مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر مراقبون ومسؤولون حكوميون أن العملية "منفردة" ومعزولة، ووصفت بأنها عملية "ذئب منفرد".