دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال السياسي الأمريكي المخضرم، دينيس روس، إن المملكة العربية السعودية اختلفت تماما، متحدثا عن رأيه في "رؤية المملكة 2030" ومساهمات المرأة في الدولة، و"الشفافية والمساءلة" التي رأى الخبير السياسي أنها أصبحت من سمات مسؤولي الدولة، كما تطرق إلى ما على الرئيس الأمريكي المقبل فعله لـ"طمأنة" السعوديين بشأن إيران وتداعيات ذلك على العلاقات الثنائية بين واشنطن والرياض، وجاء ذلك في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ووصف روس، الذي هو مستشار وزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وكان مستشارا خاصا لشؤون منطقة الخليج وجنوب غربي آسيا للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ما بين عامي 2009 و2011، السعودية التي زارها حديثا بأنها تختلف تماما عن تلك التي زارها في 1991، قائلاً إن أحد السعوديين الذين قابلهم أخبره بأن ما يحدث في المملكة هي "ثورة في زي إصلاح اقتصادي"، واستطرد روس بأنه رغم ضعف أرجحية تحقق تغيير سياسي في المستقبل القريب، إلا أن هناك تحول يجري في الدولة، مستشهدا بما وصفه بـ"الصراحة" في المحادثات مع المسؤولين السعوديين، و"أخلاقيات العمل الجديدة."
إذ كتب روس أن عددا من الوزراء الذين قابلهم أخبروه بأن العمل لمدة 80 ساعة أسبوعيا هو القاعدة، وحين سأل عن ردود الأفعال والاستجابة للمطالب الجديد، سمع أن ذلك "لم يُسعد الجميع، ولكن المسؤولين والموظفين الأصغر سنا يشعرون الآن بأنهم جزء من شيء مهم ورحبوا بالواقع الجديد،" كما أشار روس إلى أن وجود المرأة كان ملحوظا في اجتماعاته مع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، وزيارات روس لكلية ريادة الأعمال، حيث كان نصف المجموعة التي التقي بها من النساء.
وتطرق روس في مقاله إلى برنامج التحول الوطني الذي أعلنته السعودية تحت عنوان "رؤية المملكة 2030"، والذي قدمه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة الأمير محمد بن سلمان عبدالعزيز، ولي ولي العهد، وقال المحلل المخضرم: "عمليا، خطط السعوديين للتحول طموحة، تهدف إلى تنويع الاقتصاد وإنهاء الاعتماد المفرط على النفط والحفاظ على رأس المال في البلاد للاستثمار المحلي وتعزيز الشفافية والمساءلة."
اقرأ.. ما هي أبرز عناصر "رؤية المملكة" لمستقبل السعودية ما بعد عصر النفط التي كشفها الأمير محمد بن سلمان؟
وأشار روس إلى أن "الشفافية" و"المساءلة" لم تكن من السمات التي "استخدمت في الماضي لوصف المملكة العربية السعودية،" ورغم ذلك سلط الضوء على اعتزام المملكة طرح جزء من أسهم "أرامكو" في السوق، والتي يُذكر أن قال الأمير محمد عنه إنه سيُلزم "الإعلان عن قوائم الشركة عن كل ربع وتصبح تحت رقابة كل بنوك السعودية والمحللين والمفكرين السعوديين،" ورأى روس أن ذلك إن لم يؤثر على أمور أخرى فإنه سيعني أنه "في حال استخدم أعضاء العائلة المالكة الشركة كجهاز صراف آلي خاص، فإنهم لن يستطيعون القيام بذلك بعد الآن،" على حد تعبيره.
وشدد روس على أن الرئيس المقبل للولايات المتحدة عليه "اقتراح حوار استراتيجي مع السعودية وإعداد خطة للطوارئ للتعامل مع التهديدات الأمنية بالشراكة مع المملكة،" إذ يرى أن ذلك سيساعد بشكل كبير في "طمأنة السعوديين في الوقت الذي تعتقد قياداتهم أن أمريكا فشلت في إدراك التهديد الذي تشكله إيران واستخدامها للميليشيات الشيعية لتقويض الحكومات العربية."