واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال كريستوفر هيل، السفير الأمريكي السابق في العراق، إن التحديات السياسية وليس الإمكانيات العسكرية هي التي أملت على الجانب العراقي تأجيل عملية الموصل، محذرا من أن تنظيم داعش سيخسر بفقدان المدينة موردا ماليا رئيسيا، غير أن طرده من العراق ودخوله مرحلة بداية النهاية لن يؤثر على مسار الحرب بسوريا.
وتحدث هيل عن التحديات التي سبقت العملية على الموصل ودفعت لتأجيلها أكثر من مرة قائلا: "من وجهة نظر عسكرية كان يمكن تنفيذ الهجوم بوقت سابق، ولكن لا أظن أن الاتفاقيات السياسية كانت ناضجة آنذاك."
وأضاف: "هناك الكثير من الأصوات التي تقدم النصح للحكومة العراقية حول القضايا السياسية ونتمنى أن يتبنى الجانب العراقي بعض تلك النصائح بحال تحول الأمر إلى موقف سني لا تقبله الغالبية الشيعية في العراق. وبحال حاول الأكراد التحرك ومد مناطق نفوذهم نحو وسط الموصل فسيكون هناك مشكلة كبيرة للعبادي، ولكن بحال نجاح الأمور وتنفيذها بشكل صحيح فسيكون بحوزة العبادي انتصار جيد يمكنه استخدامه لتثبيت الوضع في بغداد."
وحول أجواء المعركة، توقع هيل مواجهة قاسية نظرا لطبيعة المنطقة قائلا: "التقدم الذي تنفذه القوات المهاجمة سيكون في مناطق سكنية مزدحمة وفي بلدات ومدن يمكن لمقاتلي داعش التمترس فيها والقتال منها بشراسة. السؤال يبقى حول عدد مقاتلي داعش الذين مازالوا بالمنطقة، ربما عمد التنظيم إلى تخفيض عدد مقاتليه في المدينة، هذا أمر لا نعرفه حقيقة."
ولفت الدبلوماسي الأمريكي السابق إلى أن الموصل، وهي ثاني أكبر المدن في العراق، كانت مصدرا ماليا مهما لداعش ستؤدي خسارتها إلى تراجع موارده. وأوضح قائلا: "الموصل أكبر بكثير من الرقة التي يرى البعض أنها عاصمة داعش في سوريا، وقد تمكن داعش من تحويل الموصل إلى بقرة حلوب تدّر عليه المال، وهذا سينتهي قريبا."
واختتم مواقفه بالقول: "أعتقد أننا أمام بداية النهاية لتنظيم داعش، ولكن هذا لن يؤثر طبعا على الحرب الأهلية المدمرة الجارية في سوريا وما يجري في حلب يوميا. القصة هناك مختلفة مع الكثير من المجموعات السنية التي تقاتل القيادة العلوية في دمشق، ولكن الأمر قد يعني نهاية وجود داعش في العراق."