واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال المقدم ريك فرانكونا، الضابط المتقاعد من الجيش الأمريكي والملحق العسكري الأمريكي السابق بسوريا، إن المواجهات داخل مدينة الموصل بين القوات العراقية وتنظيم داعش قد تدفع مستقبلا لتغيير الخطط بحال تعثّر الحملات العسكرية، مضيفا أن المهاجمين سيواجهون بتكتيكات دفاعية بناها داعش على مدار عامين رغم أن التنظيم يدرك أنه بات بمسار تراجعي واضح سيؤدي لهزيمته.
ولدى سؤاله حول ثقته بمدى صلابة التفاهم بين الحكومة العراقية والأكراد والمليشيات الشيعية حول تسليم مهمة دخول الموصل للقوات الحكومية وحدها قال فرانكونا: "الواقع الميداني دائما ما يدفع نحو تبديل الخطط الموضوعة مسبقا، وهذا يحصل على الدوام. القوات العراقية وفقا للخطة الموضوعة ستحاول اقتحام المدينة بينما تحاصرها المليشيات الشيعية من الغرب والأكراد من الشرق والشمال."
وتابع بالقول: "ولكن بعد دخول القوات العراقية إلى المدينة واكتشافها لصعوبة التقدم سيرحبون بمشاركة القوات الكردية لأن المقاتلين الأكراد لديهم مهارات عالية وهناك أحياء كردية في الموصل. أما أسوأ ما يمكن حصوله هو أن تتعرقل مسيرة تقدم القوات العراقية وتخسر اندفاعتها لأن مقاتلي داعش يمكنهم وقف تقدمها لفترة، ولذلك لا بد من حصول تعديلات على الخطة."
وحول عدد عناصر داعش بالمدينة والتقديرات التي ترجح وجود ما بين خمسة آلاف إلى سبعة آلاف مقاتل وقدرتهم على الصمود، رد فرانكونا بالتذكير بأن المدافعين لديهم دائما أفضلية ميدانية.
وأضاف المحلل العسكري الأمريكي: "عادة ما تحتاج القوة المهاجمة إلى أن تكون أكبر من المدافعة بنسبة ثلاثة إلى واحد، أي أن عدد المهاجمين لا يجب أن يقل عن 21 ألف جندي، غير أن داعش كان لديه مهلة عامين ونصف لتحصين المدينة ولديهم أنفاق لنقل المقاتلين وحشدهم بالأماكن المطلوبة ومواجهة تقدم القوات العراقية عبر المتفجرات والكمائن."
ولكن المحلل العسكري الأمريكي لفت إلى أن وضعية داعش اليوم مختلفة عمّا كانت عليه قبل عامين إبان السيطرة على الموصل، قائلا: "لقد طُرد مقاتلو داعش من عدة مناطق في سوريا، وأراضي الخلافة تتقلص ومعارك الموصل ستتسبب بمقتل عدد كبير من أنصار التنظيم الذي يدرك أنها ربما تكون المواجهة الكبرى الأخيرة له في العراق وليس لدى التنظيم أي طريق للفرار سوى التراجع نحو سوريا.. ولكن بكل الأحوال التنظيم في مسار تراجعي وهو يدرك ذلك."