دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال نقيب الصحفيين المصري الأسبق، مكرم محمد أحمد، إن مصر لم تخطئ في حق المملكة العربية السعودية، ودعا السعودية إلى إعادة النظر في حساباتها عن مصر، مستشهدا بمواقف مصر مع السعودية، ذاكراً استعداد الجيش المصري للدفاع عن المملكة وتوقيع اتفاق تسليم جزيرتي تيران وصنافير التي قال إن إسرائيل ستتسلم مسؤولياتها الأمنية التي كانت تتولاها مصر، وذلك خلال لقاء له على برنامج " صالة التحرير" على قناة "صدي البلد" المصرية، مساء الاثنين.
إذ قال: "نرى بالفعل أن المملكة صديقة مهمة وحليفة مهمة في هذا، ولذلك للأسف كنا نتمنى ولا نزال نتمنى أن تعيد السعودية حساباتها إزاء مصر وتعرف أن مصر قوة عظيمة ولا تُهان ولا تعمل بالأوامر ودولة كاملة الاستقلال."
وشدد أحمد على أن مصر "لم تخطئ في حق السعودية،" مشيرا إلى قول الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، في فبراير/ شباط الماضي، إن مصر على أهبة الاستعداد للدفاع عن "أشقائها" في الخليج في حال تعرضهم لـ"تهديد مباشر"، وإن الجيش المصري سيكون في "مسافة السكة" في حال تطلب الأمر.
وعلق أحمد عن وقف توريد شركة أرامكوا النفطية السعودية للمواد البترولية لمصر، لمدة شهر، قائلا: "لم ندخل مع السعودية في خلاف، ولكن نحن من فُرض علينا هذا الأمر، معتبرا أن "حصة مصر من البترول عمل تجاري يجب أن يُفصل عن السياسة."
وأضاف أحمد: "عندما أصرت السعودية أن يتم إنهاء موضوع الجزيرتين (تيران وصنافير) قبل هبوط طائرة الملك سلمان، انهت (الحكومة المصرية) ذلك إكراماً لسلمان وزيارته لمصر، ووقعت الاتفاق،" متابعا: "نحن لسنا متأخرين في تسليم الجزيرتين، هناك إجراءات دستورية وقانونية، وهناك طرف ثالث الذي هو إسرائيل، التي ستتسلم المهام الأمنية التي كانت موكلة لمصر إزاء الجزيرتين، وهذا التسلم والتسليم يجب أن يتم بموافقة السعودية ومصر وإسرائيل.. فلا تزال هناك خطوات."
وتابع أحمد أن هناك أيضا "متاعب داخلية وتيارا غير ضعيف يرى أن مصر حاربت عن هاتين الجزيرتين لمدة خمسين عاما، وأن الجزيرتين يشكلان مدخلا لسيناء، ومع ذلك، كانت مصر في منتهى الشجاعة الأدبية، وعارضت التيار العام الداخلي، وذهبت إلى القضاء ضدها، وأخذت موقفا عندما صدر القرار في غير الصالح العام، واستأنفته الحكومة المصرية،" متسائلا: "ما الذي كان يمكن أن تفعله مصر أكثر من ذلك؟"
ويُشار إلى أن العلاقات المصرية السعودية تشهد توتراً وصفه البعض بأنه "حرب إعلامية"، بعد تصويت القاهرة في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الروسي حول سوريا، ووقف شركة "أرامكو" السعودية، شحنة البترول الخاصة بالقاهرة لشهر أكتوبر، ليتبعها مغادرة السفير السعودي أحمد قطان، القاهرة، لـ"بحث مستجدات العلاقات بين البلدين"، كما ذكرت وسائل الإعلام المصرية.