استراتيجية "داعش" في الموصل.. حرب الأزقة

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) – ستشكّل هزيمة تنظيم "داعش" في الموصل انتصارًا كبيرًا لحكومة العبادي التي تصارع لإثبات نفوذها ومصداقيتها في المنطقة. فالقوات العراقية المهاجمة لداعش بالموصل تتكّون من 30 ألف عنصر من ضمنهم عناصر من الفرقة الذهبية وجهاز مكافحة الإرهاب. لكن، رغم ذلك، تواجه تلك القوى تحديّات كبيرة على أرض المعركة، نتيجة التكتيكات التي يستخدمها التنظيم ضدّها.

فداعش، الذي يتحرك عناصره بخفة وسرعة، كان لديه فترة تصل إلى عامين لتجهيز دفاعاته. كما استغّل التنظيم تضاريس المنطقة وشبكات الأنفاق والمباني المفخخة، لصالحه، ليحدث بذلك تأثيرًا كبيرًا. ويقدّر مسؤولون في الجيش الأمريكي أن هنالك ما بين 3 آلاف و5 آلاف مقاتل من داعش في الموصل، بالإضافة إلى 1500-2000 مقاتل آخر من التنظيم، قد يكونون بالانتظار خارج حدود المدينة.

ويمتلك داعش أساليبه الخاصة في مواجهة القوات العراقية، فيتجنّب المساحات المفتوحة التي تجعل منه هدفًا سهل المنال، خاصة بسبب التهديد الجوي. وبما أن شوارع حي "كركوكلي"، الواقع في الضواحي الشرقية للموصل، ضيقة جدًا، ينتظر التنظيم من القوات العراقية الدخول إلى المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة، ليشنّ هجومه. لقد أصبح داعش يتقن استخدام المدنيين كدروع بشرية، مما يصعّب استهداف القوات العراقية للقنّاصة.

اقرأ.. معركة الموصل: كيف يقاتل داعش للحفاظ على معقله بالعراق؟

ومن المعروف أيضًا أن بعضًا من عناصر تنظيم داعش تطلق قذائف صاروخية من وراء المباني نحو العربات العسكرية المقتربة. وقد أصيبت وحدة من القوات العراقية، الجمعة، بكمين وعلقت وسط إطلاق ناري صادر من ثلاث جهات مختلفة، بعد استهداف إحدى عرباتها في مقدّمة الوحدة، ولم يخرج من القافلة التي كانت تضم 15 عربة إلا ثلاث عربات، عناصر الجيش تركوا بعض العربات وعادوا لسحب أخرى لاحقا. كما علقت قافلة إغاثة تحت وابل من النيران بعد استغراقها ثماني ساعات لقطع مسافة حوالي لا تزيد عن كيلومترين.

إضافة لذلك، هنالك العديد من السيارات المفخخة التابعة لتنظيم داعش في الضواحي الشرقية لمدينة الموصل. يذكر أن عدد النازحين قارب 29 ألف نازح منذ بدأ معركة تحرير الموصل في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، بحسب منظمة الهجرة الدولية.