دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتوجه أنظار العالم إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي ستشهد ما يصفها البعض بأحد أقوى منافسات الانتخابات الرئاسية الأمريكية بل وأكثرها جدلا بين المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وبين هيلاري كلينتون، ممثلة الديمقراطيين في البلاد.
مخطئ من يظن أن الانتخابات الأمريكية شأن داخلي بحت أو أن أيا كان الرئيس فإن سياسات الولايات المتحدة وبالتحديد السياسة الخارجية لها لن تتغير، وخصوصا فيما يتعلق بملفات وقضايا حساسة بالنسبة للخليج تحديدا أو فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين بشكل أكثر عمومية.
إلا أن أكثر التصريحات التي لفتت انتباه العالم بشكل عام، كانت لترامب حول الإسلام ودعوته لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، الأكثر الذي فجر انتقادات واسعة يمكن القول بأنها صبت في مصلحة كلينتون التي استغلت ذلك بصورة يراها البعض ذكية عبر إحضار والد جندي أمريكي قتل في العراق خلال اجتماع للديمقراطيين باعتبار أنه أحد الأشخاص الذين يريدهم ترامب إخراجه وعائلته من أمريكا، مؤكدة على أن المسلمين جزء من النسيج الاجتماعي الأمريكي، متهما ترامب بـ"الاتجار بالإجحاف وبجنون الاضطهاد."
وأثارت هذه الدعوات لترامب جدلا واسعا بين أوساط شخصيات ورجال أعمال ومسؤولين كبار في الخليج وفي السعودية والإمارات بالتحديد، حيث انتقد الأمير ورجل الأعمال السعودي، الوليد بن طلال، الملياردير، دونالد ترامب المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، داعيا إياه للانسحاب، وذلك بعد دعوته إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية متذرعا بالأمن والحماية، حيث قال الأمير السعودي: "أنت عار ليس فقط على الحزب الجمهوري بل على كل أمريكا.. انسحب من سباق الرئاسة الأمريكية فلن تفوز أبدا."
.@realDonaldTrump You are a disgrace not only to the GOP but to all America. Withdraw from the U.S presidential race as you will never win.
وفي الإمارات، علق خلف أحمد الحبتور، رئيس مجموعة الحبتور، لـCNN قائلا: "اعتقدت، وما زالت أعتقد، أن أميركا تفتقر إلى قيادة قوية.. ولكن عندما يرافق القوة الجهل والخداع، يُنتج ذلك مزيجا ساما يُهدد الولايات المتحدة وعالمنا."
أحد أبرز القضايا التي أثارت علامات استفهام عديدة هو تصريحات دونالد ترامب عن طلب مبالغ مالية من المملكة العربية السعودية مقابل ما وصفها بـ"خدمات الدفاع عن المملكة" أو ما يُعرف بـ"الخوة" في حين لم تسلم كلينتون من انتقادات أثارها ترامب محملا إياها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في العراق وليبيا.
وذهب ترامب إلى أبعد من ذلك ليصّرح بأنه في حال وصل إلى البيت الأبيض، قد يُوقف شراء النفط من المملكة العربية السعودية وحلفاء عرب آخرين، ما لم تلتزم بالمشاركة بقوات برية في المعركة ضد "داعش" أو "تعوّض بشكل كبير" واشنطن لمكافحتها الجماعة المسلحة، التي تهدد استقرار الدول العربية.
وقال ترامب في تصريحات سابقة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز: "لو كانت السعودية دون عباءة الحماية الأميركية، لا أعتقد أنها كانت ستكون موجودة."
اقرأ.. ترامب مهاجما: كلينتون تركت العراق وليبيا لداعش ودعمت الإخوان أمام مبارك وتلقت المال السعودي
وفي الوقت الذي يركز فيه الموقف الخليجي بشكل عام والسعودي على وجه الخصوص على دور روسيا في ملف الأزمة السورية بضرورة رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد والبدء بمرحلة الانتقال السياسي، فإن موقف كلا المرشحين من موسكو يمس بصورة مباشرة السياسة الخارجية الخليجية، حيث قال ترامب إنه وفي حال الإطاحة بالرئيس السوري، بشار الأسد قد يؤدي ذلك إلى استبداله بشخص "أسوأ،" خلال المناظرة الرئاسية الأمريكية الثالثة والأخيرة، بعد أن دعا إلى ترك روسيا للقتال في سوريا معتبرا ذلك بأنه يساعد أمريكا على التخلص من الإرهابيين.
على الصعيد الآخر، فموقف كلينتون، ظهر جليا خلال مناظراتها ضد ترامب حيث قالت: "لا تكترث روسيا لداعش. فهي مهتمة بإبقاء الأسد في السلطة". في حين دعت إلى إنشاء منطقة حظر جوي لمساعدة السوريين في الهرب، كما أنها دعمت التحقيق بالجرائم المرتكبة في حلب من قبل النظام السوري وروسيا.
صراعات مباشرة أخرى بالعراق وليبيا واليمن، وغير مباشرة أو ما يمكن تسميته بـ"الباردة" كالتوتر بين دول بالخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات من ناحية وإيران من ناحية أخرى، يبرز أهمية منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ومن سيكون أكثر جدارة لتوليه؟
وفي الوقت الذي قدمت كلينتون نفسها على أنها ذات خبرة في هذا المجال وخصوصا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والصورة التي انتشرت بصورة واسعة وتظهرها جالسة إلى جانب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وعدد من المسؤولين العسكريين الأمريكيين في غرفة يتابعون العملية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، كان ترامب قد هوجم من قبل بعض الجنرالات في الجيش وأجهزة الاستخبارات والأمن القومي الأمريكي بعد تصريحاته التي أثارت جدلا واسعا عن استعداده لإعادة وسائل الاستجواب غير التقليدية مع المشتبه بهم بقضايا إرهاب، مثل الإيهام بالغرق وغيرها، وتحذيرات من أن هناك ضباطا قد لا يمتثلون لمثل هذه الأوامر.
ملف الاتفاق النووي الإيراني والضجة الكبيرة، الذي جاءت في وقت تشهد فيه العلاقات الخليجية الإيرانية توترا، اعتبره البعض "تخلي أمريكا عن الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص" وبين تأكيدات مسؤولين أمريكيين وفي مقدمتهم وزير الخارجية، جون كيري بأن الاتفاق النووي يمنع حصول طهران على سلاح نووي ومن شأنه دعم استقرار المنطقة.