أربيل، العراق (CNN)-- عندما تعرض آكو عبدالرحمن لهجوم من مسلحي تنظيم "داعش" الذين كانوا يتقدمون حول مدينة "كركوك" العراقية، أدرك أنه في حاجة للحماية.
وعندئذ قرر مقاتل البشمرغة الكردي الاستثمار في سيارة مصفحة، ولكن لم تكن لديه أدنى فكرة أن تلك السيارة قد ينتهي بها المطاف بإنقاذ حياة العشرات من الناس.
وبعد جولة من التسوق، قال إنه استقر على شراء سيارة "BMW" مضادة للرصاص، ودفع عشرة آلاف دولار للسيارة من موديل من أوائل التسعينات في مزاد للسيارات.
وقال عبدالرحمن لشبكة CNN: "أصدقائي كانوا سعداء جداً عندما اشتريت السيارة المدرعة.. بدأنا الذهاب إلى خط الجبهة قرب كركوك، دون قلق من هجوم مسلح من داعش أو من القنابل المزروعة على الطريق."
ويعيش عبدالرحمن البالغ من العمر 32عاما مع زوجته وأطفاله الأربعة في تازة خورماتو، التي تقع حوالي 23 كيلومترا إلى الجنوب من كركوك.
وفي 21 أكتوبر/ تشرين الأول، قام عشرات المسلحين من "داعش" بتنفيذ سلسلة منسقة من الهجمات على المدينة الغنية بالنفط، استهدفت قوات الأمن والمدنيين في عدة أحياء، ما أدى إلى مقتل 64 شخصاً ومصرع 86 من مسلحي التنظيم.
وأصيب أكثر من 100 مدني وأفراد بالأمن بجروح، العديد منهم تقطعت بهم السبل بسبب إطلاق النار العشوائي من قبل مسلحي "داعش"، بينما حُوصر آخرون بسبب إطلاق النار من قناصة التنظيم من فوق أسطح المنازل.
وقال عبدالرحمن: "قلت لنفسي، هذا هو الوقت المناسب لمساعدة الناس، أنا مقاتل ولدي سيارة مضادة للرصاص، عار على إذا لم أتمكن من المساعدة."
وكان يقود سيارته المصفحة في شوارع المدينة، ويعود مرة تلو الأخرى لجمع الجرحى، بينما أسقط عليه عناصر التنظيم وابلاً من الطلقات النارية. وأضاف عبدالرحمن: "ظللت أقول لنفسي إن شعبي في خطر، وإنهم بحاجة لي، مدينتي في خطر، لا بد لي من حمايتها."
وتابع المقاتل الكردي: "عندما وصلت إلى مكان الحادث، رأيت الكثير من الناس على الأرض، المدنيين وقوات الأمن، ولا يمكن لأحد أن يجرؤ على الاقتراب بسبب إطلاق النار العشوائي لقناصة داعش،" واستطرد أنه استخدم سيارته لنقل أكثر من 70 من الجرحى إلى بر الأمان، ونقل أيضاً جثث القتلى بعيدا عن الهجوم.
وقال عبدالرحمن بفخر: "حملت في سيارتي السنة والشيعة والكرد والتركمان والمسيحيين. شعرت وكأنني حقا عراقي، وهذا هو الذي ينبغي أن يكونه الجميع." وأضاف: "أصابت أكثر من 50 رصاصة سيارتي، وظل داعش يطلق انار، على أمل اختراق سيارتي لقتلي وقتل الجرحى داخلها."
وشكر محافظ كركوك، نجم الدين كريم، شخصيا المقاتل الكردي في اجتماع عقد في مكتب المحافظ، كما عرض كريم عليه مكافأة قدرها 500 ألف دينار عراقي أو ما يعادل 385 دولاراً.
وقال عبدالرحمن: "سعدت بشهادة التقدير من المحافظ، ولكنني اعتقدت أنه من المهين إعطائي المال لشيء يجب على كل عراقي القيام به."