أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قُتل 14 شخصاً على الأقل وأصيب 60 آخرون بجروح بعد خمسة أيام من الاشتباكات القبلية الشديدة في مدينة سبها، جنوب ليبيا.
ووفقا لسكان محليين اتصلت بهم شبكة CNN، بدأت الاشتباكات يوم الجمعة الماضي، بعدما هاجم قرد أليف أصحابه من قبيلة "القذاذفة"، فتاة في المدرسة الثانوية من قبيلة "أولاد سليمان"، وخدش وجهها ونزع حجابها. وأدت الواقعة لرد قبيلة "أولاد سليمان" بقتل بعض الرجال من قبيلة "القذاذفة". ووفقا لتقارير محلية، لم تتأكد شبكة CNN، من صحتها حتى لحظة إعداد هذا التقرير، قُتل القرد أيضاً.
وتمثل قبيلتا "القذاذفة" و"أولاد سليمان" أقوى الفصائل المسلحة الأقوى في المنطقة وجذور عداوتهما عميقة. إذ يذكر أن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، الذي أطيح به من السلطة واغتيل على يد ثوار مناهضين لنظامه في عام 2011، ينتمي لقبيلة "القذاذفة"، وتاريخياً، كانت قبيلة "أولاد سليمان" شديدة الاستياء من نظامه. وبعد فترة وجيزة من مقتل القذافي، اتُهم أعضاء من قبيلة "أولاد سليمان" بالتآمر للإطاحة به.
ويقول عبد السلام، الذي ينتمي إلى قبيلة محلية ولم يرغب في الكشف عن اسمه الكامل لأسباب أمنية، إن لجنة من شيوخ وعمداء الجنوب التقوا مع كلا الطرفين في محاولة لوقف القتال.
وأصدر مجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق الوطني" المدعومة من الأمم المتحدة في ليبيا بيانا يحث فيه كلا الطرفين على وقف إطلاق النار، وأفاد البيان: يعرب المجلس عن بالغ الأسف لما وقع من اشتباكات مسلحة في مدينة سبها أودت بحياة عدد من المواطنين. ويدعو المجلس الرئاسي إلى وقف فوري للاشتباكات في المدينة ويناشدهم ضبط النفس وتحكيم العقل."
وأضاف البيان: "يعلن المجلس الرئاسي عن تكليف وزير الداخلية بفتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب الاشتباكات وملابساتها، كما كلف المجلس وزير الصحة بمتابعة أحوال المصابين والجرحى."
ويُذكر أن أحد اهتمامات السلطات الرئيسية في جنوب ليبيا هو أن كلا من القبيلتين تدعمهما بشكل كبير جماعات مسلحة. إذ في الواقع، سُمعت أصوات إطلاق النار ودوي مدافع دبابات وقذائف هاون في وقت مبكر من الاثنين، ما اضطر السكان إلى البقاء في بيوتهم، وإغلاق الهيئات العامة.
وقال أسامة الوافي، المتحدث باسم المركز الطبي في سبها لـCNN: "تلقى المركز أكثر من 50 مصاب و14 جثة،" محذرا في الوقت نفسه من افتقار المرفق الطبي إلى الموارد الطبية للتعامل مع حالة الطوارئ.