أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قال بوب باير، مختص شؤون الأمن الداخلي الأمريكي والعميل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، إن المؤشرات الأولية في هجوم الملهى الليلي بتركيا ليلة رأس السنة تحمل بصمات تنظيم داعش، مضيفا أن قلق تركيا من نشاط التنظيم في سوريا على رأس دوافعها للتشارك مع روسيا من أجل الوصول إلى هدنة بذلك البلد.
باير، الذي كان يتحدث لـCNN في أعقاب الهجوم الذي أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى: "لدي اتصالات جيدة مع الأتراك وهم يشعرون بالقلق حيال العنف الذي يدور خلف الحدود في سوريا وكذلك تسليح أمريكا للأكراد في سوريا، كما يشعرون بالقلق من تنظيم داعش."
وتابع باير: "الإشارات الأولية تدل على أن الهجوم منفذ بالطريقة التي يعتمدها عادة عناصر داعش وذلك بناء على خبرات اكتسبوها من القتال في سوريا." وجزم المحلل الأمني الأمريكي بأن الأتراك "لم يفاجئهم الهجوم" مستطردا بالقول: "السؤال الآن: ماذا علينا أن نفعل لوقف تدفق العنف عبر الحدود من سوريا؟"
ولفت باير إلى أن القضية تتعلق بالأسلحة والمتفجرات التي يمكن أن تمر عبر الحدود التركية والتي تبقى فيها ثغرات مهما بلغت قوة الجيش التركي المسيطر على المنطقة وذلك بسبب وجود الكثير من خطوط التهريب من سوريا والعراق، رابطا بين هذا الواقع والمشاركة التركية في إنجاز اتفاق للتهدئة بسوريا.
وشرح باير وجهة نظره بالقول: "هذا هو السبب الذي دفع الأتراك إلى الاشتراك في اتفاقية الهدنة مع روسيا وإيران لوقف الحرب الأهلية في سوريا بأسرع وقت ممكن لأنهم يعانون جراء تداعيات ذلك. علينا أن نتذكر أنه ليس لتركيا دور على الإطلاق في العنف الدائر بسوريا أو في سائر مناطق الشرق الأوسط ولكن كلما طالت مدة استمرار العنف تزداد مخاطر تدفقه إلى مناطق أخرى."
وأضاف: "تركيا دخلت الاتفاق لأنها تريد وقف تدفق اللاجئين من سوريا. أنقرة لا تريد أن ترى قوات النظام السوري ومعها روسيا وحزب الله اللبناني وهي تدخل مناطق محافظة إدلب وتدفع بعشرات آلاف الأشخاص إلى أراضيها. ما يريده الأتراك هو المقايضة بحيث يبقى الأسد في السلطة في حين تترسخ مناطق حظر طيران يُمنع استهدافها بالطائرات الروسية أو السورية."
ورأى باير أن الخطة "صعبة التطبيق لأن تركيا ليس لديها قدرة التأثير على جميع الفصائل المسلحة في سوريا،" والاتفاق حتى الآن ما يزال "هشا" كما وصفه الروس، ولكنه رأى أن المشروع هو الأمل الوحيد القائم حاليا.