دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال الكاتب الأمريكي ومقدم البرامج عبر شبكة CNN، فريد زكريا، إن تقرير الأمم المتحدة حول وضع العالم العربي لا يبشر بالخير نظرا لضعف التنمية وتراجع مستويات التوظيف والعدالة، مشيرا إلى أن المنطقة قد تكون مقبلة على المزيد من التراجع في وضعها بما يضر العالم برمته على المدى البعيد.
مواقف زكريا استندت إلى ما جاء في تقرير التنمية للعالم العربي الصادر من الأمم المتحدة أن العرب يشكلون خمسة في المائة من سكان العالم، ولكن المنطقة هي مسقط رأس 45 في المائة من منفذي الهجمات الإرهابية التي شهدها العالم خلال 2014، ما يدل على حجم المشاكل التي تعانيها المنطقة وتشغل بال المجتمع الدولي.
ويحتوي التقرير على تقييم تاريخي للمسار الذي يسير العالم العربي فيه، إذ يقول إن قرابة 20 في المائة من النزاعات المسلحة منذ عام 1948 وقعت في تلك المنطقة ولكن النسبة ارتفعت في عام 2014 لتضم المنطقة 70 في المائة من إجمالي القتلى جراء المعارك حول العالم.
وأضاف زكريا: التقرير عمل عليه خبراء ومحللون من العالم العربي، وقد بدأ الاهتمام به بعد هجمات 11 سبتمبر، بعدما بدأت مشاكل العالم العربي بالتأثير على العالم برمته، وللأسف فإن معظم خلاصات التقارير السابقة مازالت قائمة دون أن يطرأ عليها أي تحسن، فنسبة عمل المرأة متدنية للغاية وتصل نسبة البطالة بين النساء إلى 47 في المائة كما أن عدد النساء على مستوى صنع القرار السياسي ضئيل جدا."
ويلفت زكريا إلى أن الرهان على الشباب العربي تصاعد بعد موجة "الربيع العربي" عام 2011، خاصة وأن 60 في المائة من السكان هم دون 30 سنة. ويشير التقرير الدولي إلى أن الغالبية الساحقة من أولئك الشباب يعارضون تنظيم الدولة الإسلامية وسائر الحركات المسلحة الإرهابية ويدينون تصرفاتها، وإن كانوا يعتنقون في الوقت نفسه أفكارا محافظة دينيا واجتماعيا.
غير أن نسبة البطالة بين الشباب العرب تبقى الأعلى في العالم وتصل إلى 30 في المائة، بل إن التقرير يشير إلى الحاجة لخلق 60 مليون وظيفة حتى عام 2020 لمجرد تلبية حاجة الشرائح التي توشك على دخول سوق العمل. ويشرح زكريا أهمية التقرير بالقول: "ما يحصل بالعالم العربي لن يبقى هناك، فالحرب السورية مثلا أرسلت موجات من اللاجئين إلى أوروبا وتسببت في توليد نزعة قومية محافظة في الدول الأوروبية سرعان ما انتقلت شرارتها إلى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا."
ولحل هذه المشاكل، يحض التقرير الدول العربية على تطوير التعليم والصحة وتحرير الاقتصاد وتوسيع نطاق حرية التعبير وضمان المساواة للجميع دون تمييز. ويقول زكريا: "هذا كله يحتاج إلى عقود من العمل الجاد، وباستثناء بعض الدول التي تشهد تقدما على هذا الصعيد، مثل الإمارات والأردن، فإن المسار لا يبدو مبشرا بعد، وبانتظار حصول ذلك، ترقبوا المزيد من التوترات في المنطقة."