دمشق، سوريا (CNN) -- قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن كل ما يتعلق بسوريا في العالم برمته يتبدل حاليا، مضيفا أن وفد نظامه إلى المفاوضات مع المعارضة في أستانة سيكون جاهزة للتفاوض على كل شيء، غير أنه ربط منصبه شخصيا بالدستور والانتخابات، ودافع عن أداء قواته في حلب رغم الدمار الكبير وأعداد القتلى بالمدينة، كما برر استمرار عمليات قواته بريف دمشق.
الأسد، الذي تحدث لوسائل إعلام فرنسية بعد لقاء مع سياسيين فرنسيين، هاجم سياسة باريس حيال سوريا قائلا إن كل شيء في العالم يتغير الآن فيما يتعلق بسوريا، وعلى كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية، في حين أن الإدارة الفرنسية "لم تغير موقفها، وما زالت تتحدث نفس اللغة القديمة المنفصلة عن واقعنا" وفق تعبيره.
ورد الأسد على سؤال حول شعوره عند رؤية صور مئات المدنيين الذين قتلوا في عمليات القصف على حلب والدمار اللاحق بالمدينة بالقول: "بالطبع: من المؤلم جداً لنا كسوريين أن نرى أي جزء من بلادنا يدمر.. أو أي دماء تراق في أي مكان.. هذا بدهي من الناحية العاطفية.. لكن بالنسبة لي كرئيس أو كمسؤول.. فإن السؤال بالنسبة للشعب السوري هو.. ماذا يجب أن أفعل حيال ذلك.. لا يتعلق الأمر بالمشاعر فقط فهي بدهية كما قلت.. السؤال هو كيف سنعيد بناء مدننا."
وتابع الأسد شارحا موقفه من العمليات في حلب بالقول: "السؤال هو: كيف يمكنك تحرير المدنيين في تلك المناطق من الإرهابيين؟ هل من الأفضل تركهم تحت سيطرتهم وقمعهم وتركهم لقدر يحدده أولئك الإرهابيون بقطع الرؤوس والقتل وكل شيء في ظل عدم وجود دولة؟ هل هذا دور الدولة أن تجلس وتراقب؟ عليك أن تحررهم.. وهذا هو الثمن أحياناً."
ولفت الأسد إلى وجود "انتهاكات يومية" لوقف إطلاق النار في سوريا، وبرر العمليات العسكرية التي تشنها قواته في ضواحي العاصمة بوادي بردى بأنها تهدف إلى "تحرير المنطقة لمنع الإرهابيين من استخدام المياه لخنق العاصمة" بسبب وجود ينابيع مياه الشرب فيها
وحول مؤتمر العاصمة الكازاخستانية، أستانة، للسلام في سوريا، قال الأسد إنه مستعد لـ"التفاوض حول كل شيء" مضيفا: "عندما نتحدث عن التفاوض حول إنهاء الصراع في سوريا أو حول مستقبل سوريا فكل شيء متاح وليست هناك حدود لتلك المفاوضات" لكنه سارع للتشكيك في المعارضة بالقول: "من سيكون هناك من الطرف الآخر؟ لا نعرف حتى الآن.. هل ستكون معارضة سورية حقيقية لها قواعد شعبية في سوريا.. وليست قواعد سعودية أو فرنسية أو بريطانية؟"
وردا على سؤال حول ما إذا كان استعداده لمناقشة كل شيء يشمل أيضا منصبه على رأس البلاد رأى الأسد أن القضية إنما تتعلق "بالدستور" مضيفا: "الرئيس يصل إلى السلطة عبر صندوق الاقتراع.. إذا كانوا لا يريدونه.. فلنذهب إلى صندوق الاقتراع.. الشعب السوري كله ينبغي أن يختار الرئيس.. وليس جزء من الشعب السوري" وفقا لما نشرته وكالة الأنباء السورية.