رئيس سابراك يكتب لـCNN: الرسائل السلبية بين السعودية ومصر نوعان لا ثالث لهما

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير سلمان الأنصاري
رئيس سابراك يكتب لـCNN: الرسائل السلبية بين السعودية ومصر نوعان لا ثالث لهما
Credit: Pool / Egyptian Presidency/Anadolu Agency/Getty Images

هذا المقال بقلم سلمان الأنصاري، مؤسس ورئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية – سابراك، والآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولا تعكس بالضرورة عن وجهة رأي شبكة CNN.

سألتني صديقة أمريكية في واشنطن عن رأيي كسعودي عن مصر بحكم أنها درست اللغة العربية سابقا في القاهرة ولها ارتباط وجداني بمنطقة الشرق الأوسط، وكان سؤالها فضفاضا ولكنني تصورت بأنها تريدني أن أتحدث عن الشأن السياسي والعلاقات البينية بين الرياض والقاهرة خصوصا في هذه الفترة المهمة والحرجة في منطقة الشرق الاوسط.

ترددت لوهلة وتساءلت في نفسي، هل أتكلم عن السياق التاريخي أو أدخل مباشرة في مواضيع الوقت الراهن. على كل حال، قررت أن أشرح لها تاريخيا من هي الرياض للقاهرة ومن هي القاهرة للرياض.

ففهم السياق التاريخي في شؤون علاقات الدول هي الوسيلة المثلى لفهم حاضر ومستقبل العلاقة.

بدأت إجابتي وقلت، السعودية ومصر على مر التاريخ وبالأخص من عام 1926 حينما وقعا إتفاقية الصداقة وهما على وفاق إستثنائي وغير مألوف في عالم العلاقات الثنائية، وهما كأي علاقه تمر بفترات تباين في وجهات النظر والتعاطي مع الملفات الإقليمية، ومايظهر كخلاف ولو كان خلافا سنجده يذوب كذوبان مكعب الثلج في كوب الشاي في حال كان هنالك تهديد وجودي لإحدى هاتين الدولتين.

وهذا ماتم إثباته حينما قامت مصر بالحفاظ على أمن واستقرار السعودية، ففي حرب الخليج، كانت القاهرة من أول عواصم العالم دعما للسعودية ودول الخليج ليس فقط سياسيا بل عسكريا، فمصر قامت بوضع سياج حدودي بشري على حدود السعودية مع العراق، وقامت بموقف عربي بطولي حينما عملت مع الرياض في حشد كافة أنواع الدعم العربي والعالمي للحفاظ على أمن السعودية والخليج.

مصر قبل كل ذلك أيضا كانت هي المساهم التعليمي العربي الأول للسعودية بالإضافة أيضا إلى مشاريع البناء والإنشاءات التي ساهمت فيها فترة بداية نشوء السعودية، ولاننسى أيضا بأن الإرتباط الوجداني والإسلامي لمصر كان مشرفا ، فالقاهرة هي من كانت تقوم بإرسال موكبا سنويا للعمل على كسوة الكعبة.

وفي المقابل السعودية وفرت كل أنواع الدعم لمصر في فترة العدوان الثلاثي في عام 1956 إلى درجة أن يقوم الملك سلمان والملك فهد حينما كانوا أمراء بالمشاركة شخصيا وميدانيا بالدفاع عن مصر، وقامت الرياض أيضا بدعم مصر في حرب الـ67، ولقد جازفت المملكة بأهم علاقاتها الإستراتيجية مع دول الغرب في عام 73 من أجل مصر. بشكل عام، جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية لم يدّخرا جهداً في التأكد من استقرار وأمن وازدهار بعضهما.

بطبيعة الحال، مصر كانت ومازالت وستكون دائما عظيمة بشعبها وقياداتها الأصيلة المحبة للخير والسلام ليس فقط للسعودية بل لكل العالم. فمصر هي أم الحضارات ولها إرث حضاري وإنساني ومبادىء لاتحيد عنها.

رجوعا للصديقة الأمريكية، قلت لها بأنني أعلم بحكم اتقانك للغة العربية أنك قرأت لدى بعض الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي بعض المشاحنات والرسائل السلبية الموجهة ضد علاقة الرياض بالقاهرة. وقلت لها بأن هذه الرسائل السلبية لها نوعين لا ثالث لهما، النوع الأول يصنف كعتب منطقي وهادف ما بين الأشقاء والأحباء، والنوع الآخر هو الذم الهدام الذي لم يتواجد إلا خدمة لمصالح خارجية لا تريد لا لمصر ولا للسعودية خيرا.

ولإختصار إجابتي؛ علاقة السعودية ومصر ليست علاقة تماثلية، بل علاقة تكاملية ترتكز على مفهوم واحد لاثاني له وهو المصير المشترك.